آراء ومقالات

ابراموفيتش.. نهاية درامية لزمن الفوز مع البلوز!!

الدوحة : حسام عبد الكريم

قوةٌ جبارة نمت داخل إنجلترا ومنه إلى عموم القارة الأوروبية، لتتسيّد طوال هذه الفترة المشهد وتوجد مكانًا بين عمالقة الكرة الإنجليزية والأوروبية والعالمية. قصةُ نجاح ارتبطت بيدٍ سخية لا تبالي في العطاء ولا تخشى الإنفاق من موسم لآخر، ليتأكد بأن معادلة النجاح الرياضي لا بد بأن تقترن بمورد ماليّ يعيد ترتيب البيت من الداخل.

رومان أبراموفيتش، الملياردير الروسي الذي ما أن وطأت أقدامه مسرح ستامفورد بريدج مع بداية الألفية الحالية، صار نادي تشيلسي الإنجليزي فريقًا ذائع الصيت وبدأت جماهيريته تمتد خارج إنجلترا، وكأنما قد وضع المالك الروسي خارطة طريق ساعدت النادي ليزدهر وينمو ويكبر في ميزان الجماهير، بالألقاب والكؤوس والتتويجات، وبالقيمة السوقية والجماهيرية كذلك.

تحت إمرة أبراموفيتش، جذبت الأموال للنادي اللندني أفضل اللاعبين في القارة العجوز، وبفضلها جلس على كرسي القيادة الفنية نخبة من أميز المدربين، ليتوّجَ ذلك بتحقيق النادي اللندني جل البطولات المتاحة، خلال الفترة التي أمضاها مالك النادي جالسًا على عرش ستامفورد بريدج، وكان آخر هذه الألقاب كأس العالم للأندية، قبل أقل من شهرين وجاء على حساب بالميراس البرازيلي بعد المشاركة الثانية لتشيلسي في البطولة.

تداعيات الفصال بين الملياردير الروسي والنادي اللندني جاءت على أعقاب الأحداث الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، وتصدّعت علاقة أبراموفيتش مع النادي في الأيام الأخيرة التي تلت غزو القوات الروسية للأراضي الأوكرانية، ليظهر بيان قبل أيام بتنحي أبراموفيتش المؤقت عن ملكية النادي، وتكليف أمناء بإدارة وتسيير الأمور في مكاتب البيت اللندني. أعقب ذلك بيان أخير صدر مساء أمس، الأربعاء ليقرر أبراموفيتش رغبته في بيع النادي اللندني وإنهاء علاقته التي امتدت لقرابة العقدين مع أزرق العاصمة لندن.

البيان الذي نشره الموقع الرسمي لنادي تشيلسي جاءت فيه الرغبة الصريحة لأبراموفيتش لطرح نادي تشيلسي للبيع، مؤكدًا بأن المصلحة تقتضي ذلك حاليًا:” في الوضع الحالي، اتخذت قراري ببيع النادي، حيث أعتقد أن هذا في مصلحة النادي والجماهير والموظفين وكذلك رعاة النادي والشركاء “. ويعزو الكثير من المراقبين إلى أن خطوات أبراموفيتش المتتالية وابتعاده قدر عن النادي اللندني، إنما هي محاولات لتفادي أي عقوبات تترتب على الملياردير الروسي، بعد أن طالب عضو حزب العمال كريس براينت في جلسة البرلمان يوم الخميس الماضي، بإيقاع عقوبات على أبراموفيتش على أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، مؤكدًا بأنه حصل على وثائق تربط أبراموفيتش بالتمويل غير المشروع والنشاط المشبوه، وأضاف العضو البرلماني بأنه يجب ألا يكون مسموحًا لأبراموفيتش بامتلاك نادٍ إنجليزي بعد الآن.

وعلى الرغم من ذلك، حاول أبراموفيتش طوال فترة تواجده كمالك للنادي اللندني الابتعاد عن الكريملين وإخفاء أي علاقات أو اتصال بالقيادة الروسية. كما أنه حاول أن يعكس ذلك من خلال تنازله عن الديون التي يدين بها له تشيلسي، بل أنه ذهب لأبعد من ذلك حينما أشار بأنه طلب إنشاء مؤسسة خيرية بطابع إنساني، وقال في بيانه: “لقد طلبت من فريقي إنشاء مؤسسة خيرية حيث سيتم التبرع بجميع العائدات الصافية من البيع. الأساس سيكون لصالح جميع ضحايا الحرب في أوكرانيا “. وربما تكون هذه محاولة أخرى للنجاة من أي عقوبات مستقبلية.

‏ولعب أبراموفيتش على وتر العاطفة، لعلمه التام بأنه قد بنى جسرًا لا يُهَد بينه وبين الجماهير الزرقاء، ورمى حجرًا في بركة الدعم والالتفاف ليطوق به محاولات الخروج الآمن، وقال: “يؤلمني الانفصال عن النادي بهذه الطريقة. ومع ذلك ، أعتقد أن هذا في مصلحة النادي. آمل أن أتمكن من زيارة ستامفورد بريدج للمرة الأخيرة لأودعكم جميعًا شخصيًا “.

قصة نجاح قلّما تتكرر، لواحد من أنجح ملاك الأندية في الألفية الجديدة، تصل إلى نهاية درامية فهل يُفلِح من سيعقب أبراموفيتش في تكرار ولو جزء يسير من هذه التجربة، وهل سيحافظ تشيلسي على مكانه بين أندية النخبة بعد ترجّل الرجل الأنجح في تاريخ النادي؟

البلوز.. نهاية حقبة ابراموفيتش

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فعلا…قدم ولم یستلق شیٸا ..وخلق فریقا عملافا..ولكن اتت الریاح بما لاتشتهی السفن ..بالتاكید مهما اتی مالك جدید للنادی ..سیجد صعوبات كبیره فی الحغاظ علی نسبۃ الصرف التی لم یجاریه فیها الا ..شیخ منصور ..مانشیستر سیتی

زر الذهاب إلى الأعلى