المغرب مهندس الأحلام العربية والأفريقية الجديدة

نجلاء نورين
لا يزال صدى الإنجازات المغربية يتردد في الملاعب العالمية، صدى الفخر الذي تجاوز حدود القارة السمراء وامتد ليلامس سقف الطموح العربي. فبعد الملحمة التاريخية التي سُطرت في كأس العالم FIFA قطر 2022، و وصول “أسود الأطلس” إلى المربع الذهبي كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الشرف، ها هي الأجيال الواعدة تواصل الزحف لتؤكد أن ما حدث هو تأسيس لعهد جديد.
بأقدام المبدع الفنان الموهوب ياسر زبيري ورفاقه، كتب المغرب اسمه بأحرف من ذهب من جديد، متوَّجًا بكأس العالم للشباب تحت 20 عامًا، بعد تغلبه على منتخب عريق مثل الأرجنتين. هذا التتويج هو اللقب العربي الأول في مونديال الشباب، والثاني في أفريقيا، ليُرسي بذلك حجر الزاوية لمستقبل مشرق. هذا الجيل، الذي جمع بين الموهبة الفردية والتنظيم التكتيكي والروح القتالية، رسم صورة واضحة لمنتخبه الأول في مقبل الأيام والسنوات.
الفوز بكأس العالم للشباب اليوم هو شهادة ميلاد لجيل سيحمل على عاتقه أحلام العرب وأفريقيا في كأس العالم 2026 و 2030 وما يليهما. فالشخصية القوية التي ظهر بها المنتخب المغربي، سواء في قطر أو في مونديال الشباب اليوم، تنبئ بمستقبل عريض ومُشرف للكرة المغربية.
هذا الحضور القوي والشخصية الصلبة التي أصبحت سمة مميزة للكرة المغربية، تبعث برسالة تفاؤل مفادها أن المغرب، بجهوده، يقود قاطرة النهضة الكروية العربية والأفريقية. و لم يعد الأمر يتعلق فقط بالتأهل، بل بالمنافسة على الألقاب العالمية الكبرى. فالمغرب، بانتصاراته المتتالية على مختلف الأصعدة، أصبح بوصلة توجه طموحات العرب و الأفارقة.
سيحقق هذا الجيل الشاب، المدعوم بخبرة الجيل السابق، ما لم يُتحقق من قبل، جاعلًا من الأحلام العربية والأفريقية حقائق ماثلة للعيان على أرض الملاعب العالمية.
نعم، المستقبل للأسود، وميادين الكرة تنتظر ملاحمهم القادمة و أحلامهم الكبرى…