الدوحة : يخوض المنتخب الفرنسي، بطل النسخة الأخيرة (روسيا 2018) نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، وعينه على تكرار إنجاز تاريخي عمره 60 عامًا، وهو التتويج باللقب مرتين متتاليتين.
ولم يسبق أن تُوج منتخب بلقبين متتاليين في بطولة كأس العالم، غير إيطاليا والبرازيل اللتين حققتا هذا الإنجاز في نسخ 1934 و1938، و1958 و1962 على التوالي، وستكون فرنسا بحاجة إلى تقديم أداء مميز إذا أرادت أن تكرر إنجاز المنتخبين العريقين، والتتويج باللقب الثالث في تاريخها.
وبعد فشله الذريع وخروجه من الدور الثاني أمام سويسرا في بطولة الأمم الأوروبية /يورو 2020/ التي أقيمت العام الماضي، تواصلت النتائج المتواضعة للمنتخب الفرنسي في دوري الأمم الأوروبية بعد الخسارة على أرضه مرتين والتعادل مثلهما، وهو ما يشي بعدم قدرة فرنسا على المحافظة على لقبها، أو حتى بلوغ المربع الذهبي.
وستكون مهمة ديديه ديشامب مدرب فرنسا صعبة في كأس العالم FIFA قطر 2022، في ظل تجديد دماء المنتخب وحاجة اللاعبين الكبار إلى استعادة مستوياتهم العالية خاصة بعد الأداء المتواضع والخسارة في قلب فرنسا مرتين متتاليتين في ظاهرة سلبية لم تحدث كثيرًا.
واعتمد المدرب الفرنسي مؤخرًا على خط وسط ثابت يتكون من أوريلين تشواميني وإدواردو كامافينغا وكريستوفر نكونكو، لبناء الهجمات وإيصال الكرات للثلاثي الهجومي المكون من كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي وكريم بنزيمة.
وجاءت سياسة ضخ دماء جديدة التي اتبعها ديشامب في منتخب فرنسا، كعامل محفز لجميع اللاعبين قبل خوض نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، الأمر الذي أسفر عن ظهور مواهب مبشرة قد تساهم في تحقيق فرنسا اللقب الثاني تواليًا، وتكرار إنجاز إيطاليا والبرازيل.
ويستهل المنتخب الفرنسي حملة الدفاع عن لقبه، بمواجهة أستراليا في أولى مباريات المجموعة الرابعة على استاد الجنوب، يوم 22 نوفمبر الجاري، ثم يصطدم بالدنمارك يوم 26 من نفس الشهر على استاد 974، على أن يختتم مبارياته بملاقاة منتخب تونس يوم 30 نوفمبر على استاد المدينة التعليمية.
واختار الاتحاد الفرنسي فندق /المسيلة/ مقرًا لإقامة المنتخب خلال مدة البطولة، على أن يخوض تدريباته على ملعب نادي السد.
وتأهلت فرنسا إلى كأس العالم FIFA قطر 2022 بعد تصدرها المجموعة الرابعة من التصفيات الأوروبية، التي ضمت إلى جانبها منتخبات أوكرانيا، وفنلندا، والبوسنة والهرسك، وكازاخستان. وحقق المنتخب الفرنسي 18 نقطة من الفوز في خمس مباريات والتعادل في ثلاث.
وبالحديث عن تاريخ فرنسا الرياضي، فقد تأسس اتحادها الكروي عام 1919. ووصل المنتخب الفرنسي إلى نهائيات كأس العالم في 15 مناسبة سابقة، وحقق اللقب العالمي مرتين؛ الأولى عام 1998 عندما استضافت فرنسا البطولة، وحينها فاز منتخب /الديوك/ في المباراة النهائية على نظيره البرازيلي بثلاثة أهداف دون مقابل، واللقب الثاني كان في النسخة الماضية (روسيا 2018) وجاء على حساب كرواتيا، بأربعة أهداف مقابل هدفين.. كما حققت فرنسا وصافة كأس العالم عام 2006، والمركز الثالث مرتين عامي 1958 و1986، والمركز الرابع مرة واحدة عام 1982.
وخاضت فرنسا 66 مباراة في نهائيات كأس العالم خلال مشاركاتها الخمس عشرة السابقة، تمكنت خلالها من تحقيق 34 انتصارًا و13 تعادلًا و19 خسارة، وسجلت 120 هدفًا وتلقت شباكها 77 هدفًا.
وعلى الصعيد الأوروبي، يمتلك المنتخب الفرنسي إنجازات مميزة خلال مشاركاته العشر، حيث حقق اللقب عامي 1984 و2000، فيما جاء وصيفًا عام 2016، واحتل المركز الرابع عام 1960.
كما تأهلت فرنسا إلى الدور ربع النهائي عامي 2004 و2012، وإلى الدور ثمن النهائي عام 2020، فيما خرجت من الدور الأول عامي 1992، و2008.
وخاضت فرنسا 43 مباراة في نهائيات بطولة أوروبا خلال مشاركاتها العشر، تمكنت خلالها من تحقيق 21 انتصارًا و12 تعادلًا و10 خسائر، وسجلت 69 هدفًا ومني مرماها بـ50 هدفًا.
وأنجبت الكرة الفرنسية نخبة من النجوم بدءًا من مونديال 1958 الذي قدمت فيه جيل ريموند كوبا وجوستو فونتين، ثم جيل ميشيل بلاتيني وتيغانا وجيريس، وبعدها جيل تيري هنري (الهداف التاريخي لفرنسا برصيد 51 هدفًا) وليليان تورام (صاحب أكبر عدد من المشاركات بـ 142 مشاركة)، وزين الدين زيدان، الذي أهدى اللقب الأول في المونديال لفرنسا، واللقب الأوروبي الثاني عام 2000.
وبعد كل هؤلاء النجوم، جاء الشاب الذي أحدث ثورة في الكرة الفرنسية، كيليان مبابي، الذي يُعد ثاني أصغر لاعب بعد بيليه يسجل في نهائي كأس العالم، مع جيل مميز يضم غريزمان وكريم بنزيمة وكانتي وبوجبا وعثمان ديمبيلي والحارس هوغو لوريس، وآخرين، والذين حققوا اللقب العالمي الثاني لفرنسا في 2018.
