كأس العالم قطر 2022

درب الساعي نافذة قطر التراثية لجماهير كأس العالم

الدوحة: يمثل “درب الساعي” علامة فارقة في احتفالات دولة قطر باليوم الوطني، الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، وذلك من خلال فعالياته وأنشطته وبرامجه المنوعة التي تحظى بإقبال واسع من جميع شرائح المجتمع من المواطنين أو المقيمين.

و”درب الساعي” هو مكان خصص لإقامة احتفالات اليوم الوطني للدولة يحاكي في التصميم المدينة القطرية القديمة، ليقدم تظاهرة ثقافية وتراثية بمعناها الشامل تخاطب كل الفئات، وهو مقسم إلى عدد من المناطق التي تجسد حياة القطريين قديماً، ويهدف إلى ربط النشء الجديد بالتراث الوطني للدولة وإرث الأجداد.

وتحتفل دولة قطر هذا العام باليوم الوطني تحت شعار: “وحدتنا مصدر قوتنا”، وتم تجهيز المقر الجديد والدائم لـ”درب الساعي” بمنطقة أم صلال محمد، بجميع المرافق والخدمات المركزية والتجهيزات اللوجستية، على مساحة 150 ألف متر مربع، ويحتضن هذا العام نحو 4500 نشاط تراثي وثقافي وفني ورياضي وترفيهي.

ويحتفل أهل قطر باليوم الوطني في الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام، إحياءً لذكرى تأسيس الدولة على يد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، في عام 1878، وتتواصل الفعاليات في”درب الساعي” خلال الفترة من 25 نوفمبر إلى 18 ديسمبر 2022، لتعزيز الولاء والانتماء والاعتزاز بالهوية القطرية.

وعُرف”درب الساعي” بأنه الطريق الذي استخدمه “مناديب” المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، الذين ائتمنهم على رسائله وتوجيهاته الداخلية والخارجية، وعُرف هؤلاء “المناديب” بالولاء والطاعة والشجاعة والفطنة للقيام بهذا الدور الحساس في أصعب الأوقات، وكانوا يؤدون مهماتهم على ظهور الهجن القطرية.

وتستهدف فعاليات اليوم الوطني في “درب الساعي” هذا العام، والتي تُقام تحت شعار: “وحدتنا مصدر قوتنا”، وهو مقتطف من كلمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد الـمفدى “حفظه اللّه”، تعزيز مشاركة جميع أفراد المجتمع ومشاركة جماهير بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وزوار الدولة من كل حدب وصوب، في إبراز تاريخ دولة قطر وتراثها الأصيل.

ويتميّز المقر الجديد والدائم لـ”درب الساعي” في منطقة أم صلال محمد بمستوى عالٍ من التجهيزات والخدمات والمرافق العامة التي توفر عوامل الراحة والأمان للزوار وتعزز تجربتهم خلال الفعاليات، فضلاً عن التصميم الذي يبرز التراث المعماري القطري الأصيل بصبغة عصرية إبداعية، كما يتميز بسهولة الوصول إليه من 3 طرق رئيسية، بالإضافة إلى مترو الدوحة عبر الخط الأخضر “محطة الريان القديم”، ما يعزز انسيابية الحركة المرورية، بالإضافة إلى وجود مساحة مواقف تستوعب 3500 سيارة تقريباً، وهي تتصل بـ 7 بوابات رئيسية و5 بوابات خدمية للدخول والخروج بسهولة تامة، كما توجد شاشات عرض رئيسية لبث عدد من الفعاليات أمام الجمهور.

ويوفر “درب الساعي” لزواره باقة غنية من الفعاليات والأنشطة التي تبرز الثقافة القطرية والتراث الأصيل، حيث يبلغ عدد الفعاليات حوالي 4500 نشاط ثقافي وتراثي، لـ 191 فعالية رئيسية، وأمسيات شعرية وموسيقية، إضافة إلى عدد من الندوات الأدبية والفكرية والفنية، إلى جانب معارض ومسابقات، ومتحفين، وعدد من الحرف والألعاب الشعبية، وورش عمل.

وينتظر رواد “درب الساعي” مجموعة ثرية من الفعاليات الثقافية والندوات الأدبية والفكرية والأمسيات الشعرية والحفلات الموسيقية والملتقيات الأدبية والعروض المسرحية والمعارض والورش الفنية، فضلاً عن أنشطة ثقافية تعليمية للكبار والأطفال.

ويُعد المسرح ركناً مهماً من أركان الفعاليات الثقافية في “درب الساعي”، ويتسع لحوالي 350 متفرجاً، حيث تدار فيه الندوات الأدبية والفكرية والثقافية، وتنظم فـيه العـروض المسرحية والأمسيات الشعرية والحفلات الموسيقية، وسيشهد المسرح 46 نشاطاً ثقافياً وفنياً يومياً.

وتُوثق فعالية البدع، والتي تُقام ضمن فعاليات “درب الساعي”، البيئة التراثية البحرية القطرية بشكلٍ مصغر، ومنطقة البدع هي “الفريج” القديم المجاور للبحر، وتستقطب الجمهور عادة لما لها من امتداد تراثي عميق وموروث قطري أصيل يعكس مشاعر الألفة والتراحم التي كانت تجمع بين أهل “الفريج”. وتضم “البدع” المجلس وبيت المطوع والمقهى الشعبي ومجلس النوخذة والنهام وعكاس “الفريج”، بالإضافة إلى الألعاب الشعبية التراثية مثل شد الحبل وخطف الشراع و”صده رده” والمسابقات الثقافية.

وتعبر فعالية “الحوش” عن جانب أصيل من حياة أهل قطر، حيث يمثل المتنفس اليومي للعائلة والأبناء، ويمارس فيه العديد من الأنشطة الأسرية، ومنها قضاء الوقت في الألعاب ذات الطابع التنموي والاجتماعي التي تبني القوة الجسدية والمهارات اللفظية والتفكير والتخطيط الاستراتيجي للفرد، مثل لعبة الرين ولعبة الخشيشة، وتوفر للزوار أكثر من 20 نشاطاً ترفيهياً، فضلاً عن التقاط الصور التذكارية للمجلس القطري وأثاث البيت وتجهيزاته التي تخدم الحاجات الأساسية في رعاية الأسرة وتعكس مظاهر الألفة التي تجمع بين أهل البيت.

وأما “الرمي” فهي محاولة لإحياء رياضة أصيلة من الرياضات التي كان يمارسها الآباء والأجداد، وذلك نظراً لما كانت تلعبه هذه الرياضة من دور كبير في تحقيق الحماية للأفراد وتوفير الصيد للمعيشة، ومع تطور هذه الرياضة وتقدمها، أصبحت واحدة من الألعاب الرياضية الأولمبية التي شارك فيها رياضيون متميزون وحققوا من خلالها الكثير من النجاحات والبطولات.

وتُعـرِّف فعالية “الزرع ” بأساسيات الزراعة في المشاتل، وتُعلّم كيفيـة رمـي البذور وتقليـم الأشجار وتشذيبها، بالإضافة إلى التعريف بمختلف أنواع الأشجار المحلية، كما تحتوي على مجموعة كبيرة مـن الورش الممتعة والمفيدة حول صنع الكحل وتشكيل الصلصال باليد والنسج بسعف النخيل، بالإضافة إلى ورش تدريبية عـن الروائح العطرية والفنون النباتية.

وتستهدف منطقة الشقب جمهور “درب الساعي” من جميع الفئات العمرية، وتكمن أهميتها فيما تشمله من أنشطة وفعاليات متنوعة ترضي جميع الأذواق، مثل عروض جمال الخيل وركوب الخيل والعربات، وكذلك العروض التراثية.

وتتيح فعالية “الشقب” للزوار التعرف عن قرب على التراث القطري فيما يخص تربية الخيل العربية وترويضها واستخداماتها المتنوعة في القديم، كما تهدف هذه الفعالية خلال هذه السنة إلى إشراك الفئة النسائية بتوفير مكان خاص لهن لركوب الخيل والتعرف على مميزات الخيل العربية، مع احترام العادات والتقاليد القطرية.

وتُشير فعالية العزبة إلى بيت الشعر الذي يحتوي على معدات القنّاص التي يحتاجها في القنص والصيد، لذلك تجد فيها كل ما يخص الهجن والخرج وأدوات ركوب الهجن، ومسمياتها وتركيبها. كما تعكس “العزبة” بيت الشَعر القديم المخصص لاستقبال الضيوف من الرجال. ويتم في هذا الفضاء أيضاً تقديم فعاليات لتعليم الأطفال كيفية شد الذلول بالطريقة الصحيحة للرجال والنساء.

وتحرص فعالية “الفنون” على استعراض مضامين الهوية الوطنية من خلال دعوة الجمهور للمشاركة في ورش في مختلف المجالات الفنية والإبداعية، ودعـم إبداعات الفنانين الشباب وتشجيعهم للانخراط في المجتمع من خلال المشاركة في جميع المحافل سواء الدولية أو المحلية والتعبير من خلال لغة الفن عن رؤيتهم الخـاصة بأسلوب معاصر.

وتهدف الفعالية كذلك إلى التوعية بالأهمية الثقافية للنشاط الفني لدى كل فئات المجتمع، والوصول إلى أكبر قدر من الجماهير بمختلف جنسياتها وثقافاتها لتعريفها بثقافة دولة قطر وبيئتها الإبداعية، من خلال المواضيع المطروحة في الفعاليات والأنشطة الفنية المتنوعة. كما تسعى إلى تعريف الجمهور بالفنون القطرية العريقة، بالإضافة إلى أنشطة المراكز الفنية التابعة لوزارة الثقافة.

وتأتي فعالية “المسير” لتتقدم الخيول العربية الأصيلة، التي يمتطيها الفرسان بلباسهم التقليدي المميز، كما تسير في الموكب أنواع مختلفة من الهجن العربية الأصيلة. وفي الموكب أيضاً يسير”السنبوك” وهو المحمل القطري التقليدي وعليه مجموعة من البحارة معهم النهام القطري بلباسهم التقليدي. كما ستسير السيارات الكلاسيكية القديمة والحديثة في هذا الموكب الاحتفالي الأصيل. وسيشاهد زوار درب الساعي هذا الموكب الذي يمثل التراث القطري يومياً وهو يسير عبر مسار مخصص له في درب الساعي.

وتشير فعالية “المقطر”إلى بيوت الشعر المتقاطرة بخط مستقيم، حيث كانت تُبنى قديماً بهذه الطريقة حتى لا يكشف أحد الآخر وتكون جميعها مستورة وموجهة نحو الجنوب، ويكون بيت الشعر الذي يستقبل الضيوف على نفس الخط وفي الجانب الشرقي لبيوت الشعر ولكنه يرجع للخلف بمساحة 15 متراً تقريباً ليكون معروفاً للزوار بأنه المجلس.

ويحاكي “المقطر” نمط حياة البادية قديماً، وذلك حتى يتعرف الزائر على حياة الأجداد عن قرب، ويطلع على الأنشطة المصاحبة للفعالية، مثل بيئة النباتات البرية والطيور وحيوانات البيئة القطرية والألعاب الشعبية القديمة.

وتتكون منطقة “الميز” من 26 مطعماً و23 ورشة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأكشاك، وتهدف هذه المنطقة إلى دعم المشاريع التجارية الناشئة والريادية، وتعزيز إبداع الشباب القطري من خلال مشاركاتهم المثمرة فيها.

ووسط أجواء مفعمة بقيم الولاء والانتماء لهذا الوطن المعطاء، يتجمع زوار “درب الساعي” يومياً في ساحة العلم لمشاهدة فعالية رفع العلم مع عزف النشيد الوطني القطري، وتقام الفعالية بشكل يومي.

وتعبر فعالية “سوق واقف” بدرب الساعي عن السوق الشعبي، ويحتوي على 80 متجراً و8 مطاعم لبيع منتجات المشاريع المحلية لرواد الأعمال القطريين، ويهدف السوق لتعريف المجتمع بالمنتج المحلّي وتقديم الدعم للمنتج الوطني وتعزيز المنافسة بين المشاريع الريادية والمساهمة في تحقيق رؤية قطر 2030 في دعم القدرات المتعلّقة بريادة الأعمال.

وتشجع فعالية “قطر تقرأ” الأطفال في قطر عـلى القراءة من خلال الأنشطة التفاعلية التي توفرها لهم، ومن ضمنها معرض قصص الأطفال الذي يشمل كتباً عن دولة قطر واليوم الوطني وكأس العالم، بالإضافة إلى الكثير من الأنشطة التفاعلية التي تحفز الأطفال على القراءة والكتابة وتنمي فيهم الحرص على المعرفة والاطلاع وتطوير القدرات الذاتية.

وجُهز مضمار”درب الساعي” بطول 500 متر لتقام عليه مسابقات الخيل والرمي من على ظهر الخيل ومسير الهجن العربية الأصيلة والفعاليات والبطولات التي تُقام في درب الساعي ضمن احتفالات اليوم الوطني لقطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى