تقارير

الطفل في داخلي يعشق ميسي

حسام عبد الكريم

الملايين حاولوا توصيف ميسي، ومثلهم تعجّبوا من ما صنعه ولا يزال يصنعه داخل المستطيل الأخضر، ولكن هل فعل ميسي بالكرة شيئا غير ركلها؟

يألف متابعو كرة القدم رؤيتها وهي تهز الشباك، تتبادلها الأرجل، تطير في الهواء لمقابلة رأس أحدهم، أو أن تحط على صدر أو فخذ آخر، وأجمل صورها حين تقلّم أظافر حارس المرمى -في خيال من يتصوره من غير قفازات- مع ارتماءة أكروباتية ساحرة.. ولكن ماذا عن ميسي؟

ميسي حوّل اللعبة لمسرح عبثي، لفيلم هوليودي مفتوح النهاية، لدارٍ أوبرالية اهتزت فيها حبال المتفرجين الصوتية؛ والمؤدين، لجلسة علاج طبيعي تتناغم فيها عضلات القلب وكل الحواس، لعرض خفة فاقت فيه الحركة المعتاد وتحولت لشيء أشبه بالسحر، لحفل سيرك روّض فيه كل الجموح، لليلة صاخبة بموسيقى تخيلية كان فيها المايسترو؛ بل وكل الاوركيسترا.

ببساطة، نفخَ ميسي في كرة القدم قدرة استثنائية لتجمع معها شيئًا من كل شيء، واستحالت بقدرته علاجًا لحاجة الناس لل…..

قدرة ميسي على الفعل -بالكرة- تجاوزت قدرتنا على التخيل، وكثيرًا ما كان يسبقنا إلى حيث يشاء، فنأتي بأفواهنا التي ارتسمت دهشة، أنْ ماذا فعلت!

الكرة بين أقدام ميسي، طريدةٌ نجت، وارتاحت بين زفرات أمها ووسط القطيع. الكرة لأقدامه مثل عودة من غيابات الجب للضياء. أقدامه للكرة، قشةُ الغريق الذي غاص صعودًا ليبحث عن طوق نجاة.

الكرة صُنِعت لتبقى هناك، بين أقدامه.

أصدقُ ما يمكنه التعبير عن سِحر ميسي، تَوقُ الأطفال لرؤيته، وبدون رياء. والأطفال تسوقهم فطرتهم إلى حيث ترتاح النفس، لأحضان ميسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى