كأس العالم قطر 2022

ثاني الزراع: استضافة قطر للمونديال مرحلة فارقة في تاريخ بلادنا

مدير إدارة عمليات النقل يستعرض رحلته مع اللجنة العليا على مدى أكثر من 10 سنوات

الدوحة: رؤيةسبورت– قبل أقل من أسبوعين على انطلاق منافسات كأس العالم FIFA قطر 2022™؛ تواصل اللجنة العليا للمشاريع والإرث إلقاء الضوء على عدد من الكفاءات القطرية، من بين مئات الكوادر الوطنية الواعدة، التي تلعب دوراً أساسياً في الإعداد للمونديال، وتسهم في تنظيم نسخة استثنائية من البطولة في قطر أرض المونديال.

وضمن سلسلة “صناعة التاريخ”؛ أجرى موقع (Qatar2022.qa) حواراً مع المهندس ثاني خليفة الزراع، مدير إدارة عمليات النقل في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الذي انضم إلى فريق العمل في العام 2012، وشارك في عدد كبير من المشاريع على مدار العقد الماضي، تنوعت بين برامج الإرث، وبناء الاستادات، وإدارة عمليات النقل.

حصل الزراع على شهادة في هندسة الإنشاءات من جامعة جريفيث الأسترالية، ويشغل إلى جانب عمله في اللجنة العليا، منصب الأمين العام للاتحاد القطري للدراجات الهوائية والترايثلون، ويستعرض في هذا الحوار رحلته الحافلة مع اللجنة العليا، وأحلامه وطموحاته للمستقبل.

بدأت رحلة الزراع مع اللجنة العليا في إدارة الإرث، والتي تهدف إلى الوفاء بالالتزام الذي قطعته قطر على نفسها أمام العالم عند فوزها في 2010 بحق استضافة المونديال، بأن تترك البطولة إرثاً مستداماً يعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات في قطر والمنطقة والعالم. وحول طبيعة عمله آنذاك قال الزراع: “لم يكن لدينا في ذلك الوقت سوى الخطط الورقية ودراسات الجدوى، التي لم تكن قد اكتملت بعد، كنا نجري دراسات حالة حول فوائد الإرث، لاستكشاف الاستخدامات المحتملة لاستادات المونديال ومرافق البطولة بعد إسدال الستار على المنافسات.”

وأضاف: “كنا نشكل مجموعات مع أفراد من المجتمعات التي تحتضن مناطقها استادات ومرافق كأس العالم، لمناقشتهم في كيفية الاستفادة من منشآت البطولة، ولنتعرف على احتياجاتهم وأفكارهم، ثم انتقلت بعد فترة إلى مشاريع بناء استادات المونديال، إلى أن أسندت إليّ إدارة مشروع استاد الجنوب.”   

ويتولى الزراع حالياً إدارة عمليات النقل في اللجنة العليا، حيث تمثل شبكة النقل والمواصلات على حد وصفه الشريان الرئيسي لأي فعالية كبرى، ويشرف من خلال عمله على تنفيذ كافة مشاريع النقل في البلاد على أعلى مستوى، للتأكد من أن خيارات النقل المتنوعة، سواء كانت الحافلات أو المترو أو الترام أو سيارات الأجرة، تعمل بكفاءة لخدمة ضيوف المونديال، ضمن التزامات الدولة المستضيفة، بتنظيم بطولة تحمل تجربة استثنائية للجميع.”

وفي هذا السياق قال الزراع: “يتولى فريقي مسؤولية توفير خدمة تنقل سلسة ومريحة للجميع، منذ لحظة الوصول إلى المطار حتى مغادرة البلاد، ونعمل عن قرب مع شركائنا في مؤسسات الدولة للتأكد من تنفيذ خططنا بشكل فعال، ونعمل على جمع كافة العناصر المرتبطة بعملية النقل تحت مظلة واحدة خلال فترة البطولة، من خلال مركز تنسيق عمليات النقل، لنشرف على عملها بشكل مستمر.” 

وتطرق الزراع في حديثه إلى الطبيعة متقاربة المسافات للبطولة التي تعتبر ميزة فريدة في مونديال قطر 2022، خاصة فيما يتعلق بانتقال الجمهور من مكان إلى آخر خلال الحدث العالمي، وقال: “لا شك أن الجماهير سيبهرها قرب المسافات في قطر، من أماكن الإقامة إلى الاستادات ومناطق المشجعين، وكافة المعالم السياحية في أنحاء البلاد. لقد عملنا بجد لتلبية احتياجات الجميع وضمان أن تكون رحلاتهم سلسة قدر الإمكان، لكننا نوصي جميع المشجعين والزوار بالتخطيط الجيد لرحلاتهم للاستمتاع بكل ما أعدته قطر لضيوفها خلال المونديال.”

وبالعودة إلى لحظة إعلان فوز قطر بحق استضافة المونديال قبل أكثر من اثني عشر عاماً، قال الزراع أنه يذكر تلك اللحظة بكل فخر واعتزاز، في يوم 2 ديسمبر 2010، عندما كان في سنة التخرج في أستراليا، حين تجمع مع أصدقائه وزملائه من قطر ومن دول خليجية أخرى، في انتظار لحظة الإعلان التاريخي، وأضاف: “كنا جميعاً نرتدي قمصاناً تحمل شعار ملف قطر لاستضافة المونديال، لإظهار دعمنا لبلادنا، وكان الملف الأسترالي من ضمن الملفات المرشحة للاستضافة، وعندما جاءت لحظة الإعلان عن فوز قطر، غمرتنا مشاعر الإثارة والحماس، وخرجنا نحتفل في الشوارع.”

وتابع الزراع: “لقد أعطتنا قطر الكثير وأرى أننا محظوظون للغاية أننا مُنحنا الفرصة لنرد جزءاً يسيراً من هذا الجميل، من خلال الإسهام في إنجاح جهودها في تنظيم بطولة استثنائية، تعزز مكانتها على الساحة العالمية وتعكس ما تزخر به من إمكانات وكفاءات قادرة على تحقيق المستحيل.”

وحول علاقته بالرياضة قال المهندس ثاني إنه لم يكن مهتماً بالرياضة عندما كان طفلاً، رغم أن أفراد عائلته من عشاق كرة القدم، إلا أن اهتمامه بالرياضة بدأ مع بداية حياته العملية، حيث عشق ركوب الدراجات الهوائية، وفي عام 2012 ساعد في إنشاء نادٍ مجتمعي محلي لهواة هذه الرياضة، ثم بدأوا في تنظيم جولات بالدراجات في أنحاء قطر، إلى أن قاده شغفه بهذه الرياضة إلى منصب الأمين العام للاتحاد القطري للدراجات الهوائية والترايثلون.

وأضاف مدير إدارة عمليات النقل باللجنة العليا: “كرة القدم تشكل جزءاً أساسياً من حياة الجميع هنا في قطر، ومن خلال عملي مع اللجنة العليا، أصبحت تمثل جانباً أساسياً من حياتي أنا أيضاً.”     

وأكد الزراع أن عمله في اللجنة العليا أضاف له الكثير، حيث أتاح له الفرصة للمشاركة في بطولات عالمية ضمن برامج الانتداب والرصد والمراقبة، التي عززت خبراته فيما يتعلق بإدارة المنشآت الرياضية وتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.

وفي إطار مساعي اللجنة العليا لصقل خبرات فريق الإعداد لمونديال قطر 2022؛ حضر الزراع نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2017 بين يوفنتوس وريال مدريد، وعمل مع فريق المشروع المسؤول عن الملابس واللافتات، والتأكد من جاهزية المرافق المؤقتة. كما شارك في بطولة كوبا أمريكا بالبرازيل في 2019، كمساعد مدير منشأة في ريو دي جانيرو، ضمن الفريق المسؤول عن استاد ماراكانا الشهير، واثنين من الفنادق التي استضافت الفرق المشاركة، وموقعين لتدريب المنتخبات المشاركة في البطولة.

وفي هذا السياق قال الزراع: “أنا ممتن جدًا لكل هذه التجارب وغيرها الكثير خلال السنوات العشرة الماضية، لقد منحتني القدرة على بناء خبرتي الفنية والوصول إلى ما أنا عليه الآن حتى أتمكن من أداء دوري الحالي في العمل في مجال النقل.”

وحول أجمل ذكرياته خلال عمله في اللجنة العليا قال الزراع: لقد شاركت في افتتاح استاد خليفة الدولي عام 2017، وكان استاد الجنوب إنجازاً هاماً آخر بالنسبة لي، فقد كنت ضمن فريق إدارة المنشأة عند الإعلان عن جاهزيته، وتوليت إدارة المشروع أثناء عملية الإنشاء، لذلك فإن هذين الاستادين هما الأقرب إلى قلبي، وأستطيع رؤيتهما من نافذة مكتبي، ولا أنسى الإعلان عن جاهزية الاستادين في مايو 2017 ومايو 2019، وهي لحظات في غاية الأهمية بالنسبة لي.”

وقال الزراع إنه سيحمل معه الكثير بعد إسدال الستار على منافسات البطولة، وأهمها الأشخاص الذين عمل معهم والسرعة التي أنجزت بها قطر مشروعات البطولة، فهو يرى أن استضافة المونديال كانت نقطة تحول فارقة في تاريخ الدولة، حيث عززت من مكانة قطر على الساحة العالمية، وأكد الزراع أن مشاركته في جهود استضافتها يمثل شرفاً كبيراً بالنسبة له.     

وعند سؤاله عن أكثر من تأثر به خلال مسيرته المهنية، خاصة مشواره في الإعداد للمونديال؛ قال الزراع: “لا شك إنه المهندس هلال الكواري، رحمه الله، فهو شخصية لن أنساها أبداً؛ أذكر أني التقيت به قبل أن أعمل في اللجنة العليا عندما أردت إجراء دراسة جدوى خلال دراستي. ونصحني مستشار كان يعمل في مشروع كبير في قطر باستشارة مدير المشروع، الذي كان في ذلك الوقت المهندس هلال الكواري، ثم التقيت به بعد ذلك في اللجنة العليا، عندما عملت معه عام 2014.”

وأضاف: “كانت طاقته وحبه للمعرفة لا مثيل لهما ومؤثران للغاية، كان حريصاً على تزويدنا بالمعلومات والأدوات اللازمة لتحقيق النجاح. أذكر أنه في كل مرة كنت أجلس فيها معه وبعض زملائي، كنا نحرص على إعداد أكبر قدر ممكن من الأسئلة لنطرحها عليه للاستفادة من خبراته، فقد كان، رحمه الله، يمتلك معرفة واسعة، وكان حريصاً على مشاركتها معنا، لقد تعلمت منه الكثير، وسعدت وتشرفت بالتعرف عليه والعمل معه.”

وحول خططه لما بعد انتهاء منافسات كأس العالم، قال المهندس ثاني الزراع إنه يرغب بالاستمرار في قطاع الرياضة، فقد أصبحت الإدارة في مجال الرياضة شغفاً بالنسبة له، سواء من خلال دوره في اللجنة العليا أو من خلال هوايته في الاتحاد القطري للدراجات الهوائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى