كأس الأمير

استاد “خليفة” الدولي خمسة عقود من الإرث والحداثة

الدوحة : الاحتفال باليوبيل الذهبي لبطولة كأس الأمير لكرة القدم، إحدى أعرق المسابقات القطرية وأقدمها، هو تاريخ حافل بالإنجازات الرياضية ويحتفي به استاد خليفة الدولي أول ملاعب نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022 جاهزية.

شهرة وعراقة وتاريخ

واستاد /خليفة/ الدولي، هو أحد أشهر الملاعب الرياضية في منطقة الخليج والعالم العربي، واستضاف الكثير من الأحداث البارزة خلال تاريخه الطويل، مثل دورة الألعاب الآسيوية، وكأس الخليج العربي، وبطولة كأس آسيا لكرة القدم، وغيرها من الأحداث، حتى أصبح القلب النابض للرياضة في قطر والقارة الصفراء.

وبطولة كأس الأمير التي انطلقت قبل أربعة أعوام من بناء ملعب قطر الوطني، شرف ملعب الدوحة أقدم ملاعب قطر باستضافة نسختيها الأولى والثانية فيما كان لملعب النادي الأهلي /حمد بن خليفة/ شرف استضافة النسختين الثالثة والرابعة.

أما استاد خليفة الدولي الذي افتتح في مارس عام 1976، لاستضافة النسخة الرابعة من بطولة كأس الخليج، فنال شرف استضافة نهائي كأس الأمير للمرة الأولى في النسخة الخامسة موسم /1976 ــ1977/، والتي جمعت السد والريان وانتهت لصالح الأول بهدف نظيف.

حضور في اليوبيل الذهبي

ومثلما كان استاد خليفة الدولي حاضرا في احتفال المسابقة الأعرق في تاريخ الكرة القطرية بيوبيلها الفضي في النسخة الخامسة والعشرين خلال النهائي الذي جمع الغرافة والريان، وانتهى للأول بركلات الترجيح (3 ـ 2)، سيكون حاضرا في اليوبيل الذهبي والمباراة النهائية للنسخة الخمسين التي تجمع الغرافة والدحيل مساء غد /الجمعة/.

وتاريخ استاد /خليفة/ حافل باستضافة الأحداث الرياضية منذ أن تم افتتاحه رسميا بمباراة قطر والسعودية في انطلاق /خليجي 4/ والتي انتهت بفوز الدولة المضيفة بهدف سجله سليمان الماس، ومرورا بحصد قطر للقبها الخليجي الأول عام 1992.

بطولات ومناسبات كبيرة

رياضيا استضاف الاستاد في أبريل عام 1995 كأس العالم للشباب، والتي توج بها المنتخب الأرجنتيني بعد الفوز على نظيره البرازيلي في المباراة النهائية (2- صفر)، وبعد هذه البطولة عرف العالم جيدا قدرات قطر التنظيمية.

وخضع استاد /خليفة/ الدولي لعملية تجديد وتوسعة في عام 2005 قبل استضافة الدوحة لدورة الألعاب الآسيوية عام 2006، لتتم زيادة مقاعده حيث ارتفعت من 20 إلى 28 ألف متفرج، كما تم بناء سقف على الجانب الغربي من الملعب جنبا إلى جنب مع قوس كبير على الجانب الشرقي، وأيضا بناء سقف على الجانب الغربي للملعب جنبا إلى جنب مع قوس كبير على الجانب الشرقي.

وبات الاستاد قبلة لأبرز المباريات العالمية، حيث استضاف العديد من المباريات الدولية الودية العالمية أشهرها كلاسيكو العالم بين الأرجنتين والبرازيل في نوفمبر عام 2010، وقبل ذلك بعام وتحديدا في نوفمبر عام 2009 استضاف ودية البرازيل وإنجلترا ، وفي عام 2013 مواجهة إسبانيا وأوروجواي، كما استضاف دورة الألعاب العربية عام 2011.

وشهد استاد /خليفة/ الدولي بطولة الأمم الآسيوية في يناير عام 2011، حيث استضاف ست مباريات في البطولة القارية، منها المباراة الافتتاحية بين قطر وأوزبكستان، ونصف النهائي بين أستراليا وأوزبكستان، والنهائي الأشهر بين اليابان وأستراليا.

تطوير وتحديث مستمر

وخضع استاد خليفة الدولي لعملية تحديث مرة ثانية بدأت في نوفمبر 2014 لتعديل مواصفاته كي تصبح متوافقة مع معايير ومتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/ لاستضافة قطر كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث تم الكشف عن التصميم الجديد للملعب على هامش النسخة الثانية والعشرين من كأس الخليج بالرياض، في خطوة عكست وحدة الأشقاء والمكانة الخاصة لاستاد خليفة الدولي في قلوب أهل الخليج.

وشمل التصميم الجديد تحديث شكل أرضية الاستاد وإضافة 12 ألف مقعد لتصل سعته الإجمالية إلى 40 ألف مقعد خلال المونديال، مع الحفاظ على القوسين المميزين للاستاد واللذين باتا يشكلان رمزا له في ذاكرة جماهير كرة القدم.

وفي أقل من ثلاث سنوات أعادت قطر افتتاح استاد خليفة الدولي في 19 مايو عام 2017 كأول ملاعب مونديال 2022 جاهزية في المباراة النهائية لكأس الأمير بين السد والريان، والتي انتهت لصالح الأول بهدفين لهدف.

وطرأت على الاستاد تغييرات كثيرة شملت بشكل رئيسي، إضافة مدرج جديد للجمهور في الجناح الشرقي، وبناء سقف لتغطية الاستاد، إلى جانب إضافة تقنية التبريد المبتكرة التي ستضمن توفير أجواء مثالية للاعبين والمشجعين على مدار العام. وبات الملعب يأخذ طابعا عصريا أنيقا مع الحفاظ على لمحات من تاريخه العريق، حيث يعتبر القوسان المزدوجان اللذان يعانقان السماء من أهم مميزات الاستاد الجاذبة لعشاق كرة القدم وأكثرها شهرة، لكن المظلة الواسعة التي ستمتد تحتهما ستعطي شكلا جديدا لسقف الاستاد، لتعمل بالتكامل مع نظام التبريد للحفاظ على درجة حرارة مريحة للمشجعين.

وتم تغيير غرفتين من غرف الملابس وإضافة 61 جناحا للضيافة في القسم الشرقي، وتحديث أجنحة كبار الزوار بالقسم الغربي، وإعادة تأهيل غرفة التحكم والأستوديوهات التلفزيونية، إلى جانب تغيير بعض أقسام الواجهات الخارجية، فضلا عن إنشاء متحف رياضي سيضم مقتنيات رياضية تاريخية ومعارض تفاعلية حديثة تعرض تاريخ الرياضة في قطر وتعكس العلاقة التي تربط قطر بالرياضة العالمية.

مركز رياضي عالمي

وبات استاد /خليفة/ الدولي صرحا رياضيا مهما على بعد 13 كيلو مترا من وسط الدوحة، واستمر بحصد الإنجازات حتى شهدت الأعوام الماضية نموا رائعا حوله بإنشاء أسباير زون وتطورها لتكون مركزا عالمياً للتفوق الرياضي، حيث يتم في هذا المجمع الرياضي تنمية الأجيال القادمة من المواهب القطرية من خلال أكاديمية أسباير، وعلى مقربة من مستشفى سبيتار الذي يعد أحد المستشفيات العالمية الرائدة في تخصصات العظام والطب الرياضي.

ويحاط الاستاد بالعديد من المباني والمرافق، مثل فندق الشعلة الدوحة، ومجمع حمد للرياضات المائية الذي استوحيت واجهته الخارجية من شكل القارب، كما توجد قبة أسباير ذات الشكل العصري المنفتح على المستقبل، وهي أكبر قاعة مغلقة متعددة الرياضات في العالم، إضافة إلى حدائق ومتنزهات أبرزها حديقة اسباير.

شهادة الأربع نجوم

وبناء على الإمكانيات الهامة التي يحظى بها، حصل استاد خليفة على شهادة التصنيف ذات الأربع نجوم بحسب “نظام تقييم معايير الاستدامة العالمي”، الذي تشرف عليه /المنظمة الخليجية للبحث والتطوير/، ليصبح بذلك من أفضل الملاعب في المنطقة من ناحية التصميم المستدام.

ويصنع استاد خليفة الدولي والمرافق والمنشآت المجاورة له نسيجا يحمل سمات الطموح اللامحدود والرغبة بتحقيق التنمية العالمية من خلال الابتكار الرياضي، وقد بدأت الأفكار والتقنيات التي تكونت في أسباير زون في تغيير وجه الرياضة وحياة الناس إلى الأفضل.

حلة عصرية رائعة

ويظهر الاستاد الآن بحلة عصرية بعد الانتهاء من التغييرات التي خضع لها، ويعلو سقفه قوسان يمثلان الاستمرارية، ويرمزان إلى احتضان المشجعين من كل أنحاء العالم. والمدرجات داخل الاستاد باتت محمية من العوامل الجوية المختلفة بواسطة مظلة تلف جوانب الاستاد، بالإضافة إلى تقنيات التبريد المتطورة التي تتحكم بدرجات الحرارة بشكل أكبر.

ويتصل الاستاد من خلال ممر مشاة قصير بمتحف 3-2-1 قطر الأولمبي والرياضي، ليظهر مدى تعلق هذا المكان بماضيه واعتزازه به خلال رحلته نحو بناء مستقبل مشرق.

وسيكون استاد خليفة الدولي على موعد مع المشجعين وعشاق كرة القدم القادمين من كافة أنحاء العالم لحضور مباريات كأس العالم FIFA قطر 2022 حتى الدور ربع النهائي.

وكالة الأنباء القطرية- قنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى