كأس العالم قطر 2022

لجنة حكام الفيفا تستعرض التقنيات المستخدمة في مونديال قطر 2022

الدوحة: استعرض الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/ التقنيات المختلفة التي سيتم استخدامها في مباريات كأس العالم FIFA قطر 2022، لا سيما استخدام تقنية التسلل شبه الآلية.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عُقد اليوم حضره جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA في قاعة المؤتمرات بالمركز الإعلامي الرئيسي قبل انطلاق النسخة رقم 22 من البطولة بعد غد الأحد.. وأكد إنفانتينو في كلمة له مقتضبة أن فريق التحكيم يشكّل الجزء الأكبر من عالم كرة القدم، لافتاً إلى أن فريق التحكيم في المونديال سيحظى بدعم هائل من الاتحاد الدولي، وذلك بهدف الحصول على أفضل النتائج وضمان سير المباريات بنجاح وكفاءة عالية.

وأضاف: “البطولة تشهد مشاركة 129 حكماً وحكمة من ست قارات، وكرة القدم تجمع العالم اليوم في قطر، والجميع يُدرك أن مهنة التحكيم صعبة جداً واليوم جميع الحكام تنتظرهم تحديات كبيرة، قبل ساعات من انطلاق الحدث الذي سيتابعه نحو 5 مليارات شخص حول العالم وأكثر من ثلاثة ملايين مشجع سيحضرون المباريات في الملاعب”.

من جانبه، قال الإيطالي بيير لويجي كولينا رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الدولي: إن فريق التحكيم يمثل المنتخب رقم 33 في المونديال، معرباً عن تقديره للعمل الكبير الذي قام به جميع الحكام المشاركين في البطولة طوال الفترة الماضية.. مضيفاً: “نحن هنا منذ عشرة أيام ونعمل لكي نكون في أتم الجاهزية لانطلاق ضربة البداية، فقد قمنا بزيارة جميع المنتخبات في معسكراتهم لكي نضمن وصول كافة التفاصيل لهم”.

وأشار الحكم الإيطالي السابق الذي أدار نهائي مونديال 2022 في كوريا الجنوبية واليابان إلى أن كأس العالم تعد أهم المنافسات على وجه الأرض وتشهد مشاركة أفضل اللاعبين، وهنا تكمن أهمية تطبيق القواعد من أجل المحافظة على سلامة اللاعبين وحمايتهم من الإصابات وأية خطورة قد تحدث.

واستعرض كولينا بعض المواقف التي يتم من خلالها إشهار البطاقات الحمراء في فيديو ملخّص شدّد خلاله على مبدأ احترام المنافس بالدرجة الأولى.. وأوضح أن تقنية الفيديو المساعد أنهت مسألة خداع اللاعبين للحكام والتمثيل في بعض الحالات، والحكم مطلوب منه تطبيق العقوبات على هذا النوع من السلوكيات من أجل حماية صورة كرة القدم، إلى جانب التقليل من الاعتراض المفرط على قرارات الحكام، لأن مثل هذه التصرفات ستعرّض اللاعبين للعقوبات التي قد تصل إلى حد إشهار البطاقات الحمراء، فضلاً عن أن دقة قرارات الحكام قبل استخدام الفيديو كانت 95%، بيد أنها ارتفعت إلى 99.3%”. بعد تطبيقها.

كما لفت إلى أن الوقت المستغرق من الحكام لمراجعة أي حالة بالفيديو بمعدل متوسط كان 80 ثانية وربما ينخفض لكن بسبب رغبة الحكام في مشاهدة الحالة بأنفسهم لجعل اللاعبين يطمئنون لصحة القرارات فحدثت زيادة في الوقت لـ 5 أو 10 ثوان في المتوسط، منوهاً إلى أن الحوارات التي تدور بين الحكام في ميدان اللعب وغرفة الفيديو/VAR/ ليست مطروحة للكشف عنها أمام الجميع أو عبر الشاشات التلفزيونية.

وختم: “نريد توجيه الشكر لمؤسسة دوري نجوم قطر ولفرق الدوري القطري على المشاركة في بطولة كأس حكام الفيفا، فقد كانت تجربة مهمة لجميع الحكام المشاركين للتعرّف على الكثير من التقنيات وخوض تجربة عملية قبل انطلاق المونديال”.

على الصعيد ذاته أوضح “يوهانس هولز مولر” مدير التكنولوجيا والابتكار في الاتحاد الدولي للعبة /فيفا/ أن العمل لم يتوقف منذ نحو ثمانية أعوام من أجل اعتماد تقنية التسلل شبه الآلية، وإدخالها إلى مسابقات كرة القدم، مشيراً إلى أن النتائج التي تم التوصل لها كانت مذهلة، الأمر الذي ساعد على تطبيقها في مباريات المونديال.

وأضاف: “اليوم نحن سعداء من النتائج التي حصلنا عليها والتي تم التأكد منها بواسطة مراكز بحثية، وقد تم اختبارها اليوم في استاد البيت الذي سيستضيف مباراة الافتتاح بعد غد الأحد من أجل التحقق من فاعلية هذه التقنية”.

واستعرض مدير التكنولوجيا والابتكار في الاتحاد الدولي للعبة /فيفا/ خلال المؤتمر الصحفي بعض الصور النمطية عبر الفيديو والتي تشير إلى جهاز استشعار تم وضعه في وسط الكرة، حيث يُرسل البيانات إلى غرفة تقنية حكم الفيديو المساعد “500 مرة في الثانية” ما يجعل من الممكن تحديد متى تم لعب الكرة بدقة أكبر، ومن خلال دمج هذه البيانات واستخدام الذكاء الاصطناعي، سيتم إرسال تنبيه إلى حكام الفيديو في كل مرة يتم فيها تسلم الكرة من قبل مهاجم كان في موقف تسلل وقت التمريرة.

وتعتمد التكنولوجيا على نظام ذكاء اصطناعي “إيه آي” (AI) يُرسل رسالة فورية إلى حكام غرفة /VAR/ عندما يكون اللاعب متسللاً، مع ترك الحرية للحكام لتحديد ما إذا كان اللاعب متسللاً أثناء تمرير الكرة أم لا، حيث سيكون بوسعهم في غضون ثوانٍ معدودة التحقق من لحظة التمريرة وكذلك خط التسلل، قبل إبلاغ الحكم الرئيسي للمباراة الذي سيتخذ القرار النهائي.

وعقب اتخاذ الحكم قراره النهائي سيتم تحويل نقاط البيانات الموضعية الدقيقة التي تم جمعها لاتخاذ القرار إلى رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد توضح بالتفصيل موضع أطراف اللاعب في اللحظة التي تم لعب الكرة فيها، وسيمكن عرض هذه الرسوم على الشاشات العملاقة المتواجدة داخل الملعب، من أجل السماح للجماهير بفهم القرارات التحكيمية على نحو أفضل.

بدوره، أشاد ماسيمو بوساكا مدير التحكيم في الاتحاد الدولي /الفيفا/، بالأجواء الإيجابية التي شهدتها عملية التحضير للمونديال بهدف تجهيز الحكام لانطلاق المنافسات بعد غد الأحد.. مضيفاً: “نحن هنا منذ عشرة أيام من أجل التحضير للمونديال، وسبقتها مرحلة إعداد طويلة، وقد عملنا بصفة يومية على التحضير لكافة السيناريوهات التي قد تحدث في المباريات ومعرفة كافة التفاصيل وتقييم العديد من الحالات لكي لا نواجه مفاجآت في أرض الملعب”.

وصادق الاتحاد الدولي لكرة القدم رسمياً على استخدام التقنية الجديدة لكشف التسلل خلال نهائيات كأس العالم، وجرى اختبارها خلال مسابقة كأس العرب التي أقيمت في قطر، ثم في بطولة كأس العالم للأندية 2021، كما اعتمد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” استخدامها خلال مباراة كأس السوبر الأوروبية، وصادق على استخدامها كذلك خلال دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا.

وأطلق على التكنولوجيا اسم “شبه الآلية” (سيمي-أوتومايتد) لأن القرار النهائي في احتساب التسلل من عدمه سيبقى في نهاية المطاف من صلاحية حكم الفيديو المساعد “الفار” خلافاً لتكنولوجيا خط المرمى التي تحدّد بشكل جازم ما إذا كانت الكرة قد تجاوزت الخط أم لا، وعلى أساسها يحتسب الحكم تلقائياً الهدف من عدمه.

وتعمل تقنية كشف التسلل الجديدة من خلال تثبيت 12 كاميرا متطورة ومتخصصة أسفل سقف الاستاد بهدف تتبع حركة الكرة، وستكون هذه الكاميرات قادرة على تتبع ما يصل إلى 29 نقطة بيانات مختلفة على جسم كل لاعب وهو متأخر بنحو 0.5 ثانية فقط عن اللعب المباشر، ما يسرع من عملية اتخاذ القرارات ويوفر دقة أعلى في تحديد حالة التسلل من عدمه.. وتتعقب تكنولوجيا الكاميرا والحاسوب حركات اللاعبين وكذلك الكرة، وتترك القرار للذكاء الاصطناعي ليحدد حالات التسلل.

وستلعب الكرة الرسمية لكأس العالم FIFA قطر 2022 الملقبة بـ “الرحلة” دوراً رئيسياً إضافياً في الكشف عن حالات التسلل الصعبة، إذ سيتم تزويدها بمستشعر وحدة القياس بالقصور الذاتي ليرسل كل بيانات حركة الكرة إلى غرفة عمليات الفيديو بسرعة كبيرة، ما سيتيح لحكم الفيديو المساعد معرفة مكان ركل الكرة بدقة لا متناهية.. وعلى الرغم من قدرة هذه التقنية على نقل رسالة فورية إلى حكام “الفار”، فإنه يبقى تصنيفها على أنها “شبه آلية” فقط، حيث سيتم إرسال الحكم إلى “الفار” وليس إلى حكم المباراة نفسه.

يشار إلى أن 36 حكماً و69 حكماً مساعداً و24 حكم فيديو، سيشاركون في إدارة مباريات المونديال بينهم أربعة حكام دوليين من قطر هم: عبدالرحمن الجاسم (حكم ساحة) وطالب المري وسعود أحمد (مساعدان) وعبدالله المري (حكم فيديو VAR)، فضلاً عن وجود عدد من الحكام العرب أبرزهم الحكم الجزائري مصطفى غربال، ومساعداه مكران جوراري وعبدالحق التشيالي، بالإضافة إلى الحكم المساعد المصري محمود أبو الرجال، وثنائي الفيديو من المغرب، رضوان جيد وعادل زوراق.

/قنا/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى