أنا ريال مدريد.. لم ولن “أرمي” المنديل

الدوحة : حسام عبد الكريم

أن تأتي لسانتياغو بيرنابيو بأفضلية هدف الذهاب، فعليك أن تحتمل ضغطا كبيرا منذ البداية، وفي حال كانت كتيبتك محمّلة بأسماء مثل نيمار، ميسي ومبابي فسيتضاعف الضغط على بقية الرفاق.

هذه هي الفكرة التي بنى عليها أنشيلوتي استراتيجيته في موقعة الإياب، نضغط في مناطق عالية من الملعب، يصعد خط الدفاع بضعة أمتار للأمام، فيضيق الملعب ليقل معدل المسافات المقطوعة للاعبين مثل لوكا مودريتش وتوني كروس، وهنا ستجيء الفرص لا محالة.

سلاح قد يبدو فعالا إذا ما نجح ثلاثي خط المقدمة في تنشيط الشق الهجومي، واختراق دفاعات باريس، لكنه ومع توالي الدقائق يصبح مفعوله عكسيا، لا سيما وأن الفرص لم تكسر صمود الباريسيين، ولم تنجح في هز شباك دوناروما، الذي استبسل حينما وصلت أخطر كرات بنزيمة إطار مرماه.

خطورة هذه الاستراتيجية كانت تُختبر مع كل نجاح للباريسيين في كسر خطوط ضغط ريال مدريد، وزادت الخطورة مع كل ارتداد تقوده أوركسترا فيراتي، ويكمل عزفه نيمار وميسي ومبابي، الذي يزدهر في وجود المساحات، ويشحن بطاريات السرعة لينفجر في مواجهة كورتوا، وزار الشباك بهدف أبيض، ثم لوّنه بأزرق قميصه وغيّر لوحة النتيجة قبل نهاية النصف الأول بخمس دقائق.

في النصف الثاني راهن أنشيلوتي على نفس الاستراتيجية، ودفع بدماء شابة لتجديد النشاط في خط الوسط والهجوم، واستمر بنفس نظام الضغط المتقدم لعلمه التام بأن دفاع باريس سيقع في الخطأ، وهو ما جاء عبر دوناروما الذي أجبره بنزيمة على الوقوع في المحظور ومرر الكرة بالخطأ ليجدها فينيسيوس ويقدمها لبنزيمة على طبق من ذهب، ويفتح المباراة أمام كل الاحتمالات مع تبقي نصف ساعة على النهاية.

مرةً أخرى فطن أنشيلوتي لما بين السطور وأشرك فاسكيز بدلًا عن كارفاخال ليحد من انطلاقات مبابي الخطيرة، ويبقى الإسباني ظلًا للمهاجم الفرنسي، والرهان على نفس الأسلوب الذي أعاده للمباراة، ومرة أخرى بنزيمة يقدّم نفسه بطلًا للقاء ويزور الشباك في أقل من دقيقتين ليتحول مؤشر المباراة في فترة زمنية وجيزة في إتجاه المدريديين وتميل الكفة لصالحهم حتى النهاية.

ريال مدريد أكد على علو كعبه في مثل هذه المستويات التنافسية، وبرهن بالتجربة أنه لا يرمِي المنديل حتى النهاية، فهو عملاق المسابقة والمتربع على عرشها تاريخيًا، فعلى الجميع أن يحذره.