انجلترا

في البدء، لنترك سؤالا معلقا في الهواء – ماذا لو أن غوارديولا خرج خاسرًا الشوط الأول؟

حسام عبد الكريم

بلا شك، كانت الأحكام المعدة سلفًا ستملأ فضاء السوشال ميديا، على غرار لماذا الدفع برحيم ستيرلينغ وجيسوس؟! لماذا يلجأ غوارديولا لكتاب الفلسفة في مثل هكذا صدامات؟ وخلافها من الاتهامات التي تقلل من شأن الفيلسوف بيب غوارديولا، ولكن وبما أن السيتي خرج متقدما في الفصل الأول، فيجب الانتظار لشوط ثاني ورمي هذه الاتهامات المفصلة بلا دراية.

كلوب قام بتقديم خط دفاعه بضع خطوات للأمام، لإبعاد السيتي عن مناطق الخطر، بكتلة دفاع متقاربة في الوسط mid block تقل فيها الفراغات ويصعب فيها البناء للفرقة الزرقاء، وفي المقابل تتضاعف احتمالية تحقيق الهجوم السريع في حال النجاح في افتكاك الكرة.

في الجهة المقابلة، يفتح غوارديولا الملعب عرضيا بكانسيلو، ليسقط بيرناردو خطوتين للخلف لتوفير خيار إضافي للتمرير رفقة رودري، وهنا لن يتخلى بيب عن مبدأ ال build up الذي يشترك فيه حارس المرمى، قلبا الدفاع وثنائي الوسط المحوري، وبوقوف رودري وبيرناردو المستمر على الكرة يطلب دي بروين الكرة خلف خط ضغط ليفربول الأول، أو يتم رمي التمريرات الطولية والقطرية خلف خط الدفاع المتقدم لاستهداف خيسوس، فودين وكانسيلو أحيانا.

هنا قدِّمت الأسئلة طوال دقائق اللقاء، وكل إجابة نموذجية كانت تُكتب بفضل الاجتهادات الفردية والخروج عن النص، فرديًا أو جماعيًا، لينتهي اللقاء بنتيجة التعادل بهدفين لكل فريق، وهي نفسها التي انتهى عليها اللقاء الأول بمسرح أنفيلد.

بهذا التعادل، ثبت السيتي كرسيه على صدارة روليت الدوري بوصوله للنقطة 74 فيما حافظ ليفربول على فارق النقطة، ليبقى سباق اللقب مفتوحًا على مصراعيه مع تبقي ثمان جولات للختام.

كلوب، غوارديولا، عندما يستحيل الملعب رقعة شطرنج، فكل خطوةٍ تتم، يسبِقُها عصف ذهني كبير، ويليها توقّع استباقي، وصراع الأفكار محموم كعادته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى