كأس العالم قطر 2022

قطر 2022 .. ترقّب وانتظار للتميز والإبهار

الدوحة: حسام عبد الكريم-

نحو مائة عام تفصل ما بين أول مونديال في أوروغواي 1930 وبين مونديال اليوم، أقيمت خلالها إحدى وعشرون نسخة من البطولة الأبرز في كرة القدم، تمكنت 8 منتخبات فقط من التتويج بذهبها الخالص. وفي هذا العام، ستقام النسخة الاستثنائية للبطولة، وهي البطولة رقم 22 والتي تصادف العام 2022، وربما ينبئ ذلك بتنظيم استثنائي للبطولة، والتي ستقام لأول مرة في الوطن العربي، وشرف الاستضافة استحقته قطر، والكل بانتظار النسخة المميزة لكأس العالم فيفا قطر 2022.

خصوصية المواعيد


يبدو أن تركيز جماهير كرة القدم قد توجّه مبكرًا نحو قطر، حيث ستقام نسخة المونديال رقم 22 في توقيت مختلف عن المعتاد، ما جعلها تتسم بخصوصية لم تشهدها النسخ الفائتة. إقامة البطولة في نصف موسم البطولات الأوروبية أكسبها اهتماما أكبر، كيف لا وكل الدوريات الأوروبية ستوقف عجلة دورانها من أجل التوجه لدوحة العرب ومتابعة المونديال.
انطلاقة البطولة خلال روزنامة الموسم الكروي يجعل المتابعين يتوقعون نسخة مختلفة من حيث الأداء، فاللاعبون وصلوا لأعلى درجات الجاهزية بخوضهم ثلث الموسم الكروي في دورياتهم المختلفة، ما يرفع من مستوى التنافسية بين المنتخبات ويعلي قيمة الفرجة للمتابع، لذلك سيكون جمهور كرة القدم مترقبًا لهذه النسخة بشكل خاص.

العمل ثم العمل


منذ أن تم الإعلان عن فوز قطر بحق تنظيم البطولة في العام 2010 دأب القائمون على الأمر في الاستعداد لاحتضان المسابقة، فتم تسخير كل الجهود لكي تصل دولة قطر لأعلى درجات الجاهزية. وخلال هذه الفترة أنجزت قطر عددًا من المشاريع المتعلقة بالبنى التحتية وعلى رأسها مشروع مترو الأنفاق الذي ربط مساحة كبيرة من بعضها كما أنه راعى إمكانية الوصول للملاعب المونديالية.
وعلى ذكر الملاعب قامت قطر بتشييد ثمانية تحف معمارية بأحدث التصاميم والتقنيات العصرية لتخصيصها لاستضافة مباريات البطولة، مع إبراز جانب من التراث الإسلامي والملامح القومية للإنسان القطري والعربي على حد سواء، ما يعكس اعتزاز دولة قطر بالتراث الإنساني الإسلامي، بل وتنقيحه ليتماشى مع مطلوبات العصر.

نمضي رغم الصعوبات


لم يكن سهلًا على قطر أن تمضي نحو احتضان العرس المونديالي دون مواجهة العقبات، والتي حاولت التقليل من قدرتها في تنظيم أكبر وأهم الفعاليات الرياضية. فجابهت قطر هذه المحاولات بالصمت والترفع عن الصغائر، وبالحديث بلغة الإنجاز والفعل ومضت رغم تلاطم الأمواج الإقليمية والدولية.
حملات الهجوم على قطر اتخذت كافة الأشكال للنيل من استحقاقها في تنظيم المونديال، فتارةً تأتي الانتقادات متوارية خلف باب الحرص على حقوق العمال، وتارة تقفزُ على العرف والطبيعة البشرية لتتحدث عن حقوق النوع والأقليات، وتتجاهل في كل هذه المساعي القاصرة موروث ومعتقدات وتقاليد قطر، وهي صاحبة الحق في أن يُحترَم إنسانها وترابها.

الآن وعلى بعد أيام قليلة من انطلاقة المباراة الافتتاحية، وبعد أن تزينت شوارع البلاد بملامح البهجة والفرح وغيّم لون الرياضة على سماء الدوحة والوكرة والخور ولوسيل وباقي أرجاء البلاد، لن يكون للجميع سوى أن يربطوا الأحزمة وينتظروا أن تخرج هذه النسخة من كأس العالم بأبهى حلّتها لتغالط كل المشككين وتوزِّع شعور الأمل على كل بلداننا العربية بأن التخطيط والرؤية الثاقبة والعمل بإمكانه أن يرفع من قدر دولنا وأمتنا وشعوبنا، ودامت قطر فخرًا للأمة العربية ومصدرًا لقوتها ووحدتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى