كأس العالم قطر 2022

قطر جاهزة لضربة البداية بثمانية ملاعب مونديالية فريدة

  • QNA Imagesاستاد المدينة التعليمية
  • QNA Imagesاستاد خليفة الدولي
  • QNA Imagesاستاد البيت
  • QNA Imagesاستاد لوسيل أكبر ملاعب المونديال
  • QNA Imagesاستاد 974
  • QNA Imagesاستاد الجنوب
  • QNA Imagesاستاد أحمد بن علي
  • QNA Imagesاستاد الثمامة
  • QNA Imagesاستاد المدينة التعليمية
  • QNA Imagesاستاد خليفة الدولي

الدوحة : مع بقاء نحو شهر على انطلاق منافسات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، تترقب جماهير كرة القدم نسخة مختلفة من كأس العالم، عندما يقام لأول مرة في العالم العربي والشرق الأوسط خلال الفترة من 20 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر المقبلين.
وتستعد قطر للترحيب بعشاق الساحرة المستديرة، لتتاح الفرصة أمام المشجعين من أنحاء العالم كافة للتعرف على قطر والمنطقة والثقافة العربية الأصيلة، واكتشاف استادات كأس العالم 2022 المذهلة والفريدة من نوعها، حيث سيقام المونديال على ثمانية استادات، شيدت سبعة منها خصيصا لاستضافة منافسات البطولة، بينما شهد استاد خليفة الدولي أعمال تطوير شاملة.

فمنذ فوزها بلمف استضافة المونديال، انطلقت قطر في تشييد سبعة ملاعب ذات تصاميم مبتكرة، مزجت بين الموروث الشعبي والثقافة القطرية وفن المعمار، مما جعلها ملاعب استثنائية وفريدة من نوعها في العالم.
وسيمثل المونديال نقطة تحول في تاريخ قطر والمنطقة، حيث سيترك إرثا سيضع معايير جديدة على صعيد تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى في المستقبل، وتعتبر بطولة كأس العالم في قطر واحدة من البطولات الفارقة والفريدة من نوعها في تاريخ المونديال إذ تعد أول نسخة من البطولة تقام مبارياتها على ثمانية ملاعب متقاربة من بعضها على نحو يمكن الجمهور ووسائل الإعلام من متابعة أكثر من مباراة من داخل الملعب في يوم واحد، ولن تكون بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 هي البطولة الأولى التي تقام في المنطقة العربية فقط، ولكنها ستكون أكثر بطولة مدمجة تسمح للجماهير بحضور أكثر من مباراة واحدة في اليوم.
وتم تجهيز الملاعب كافة بتكنولوجيا للتبريد بالطاقة الشمسية للحفاظ على درجة حرارة معتدلة، وستكون جميع الملاعب صديقة للبيئة مع إمكانية التحكم في درجة الحرارة بها، وقامت قطر ببناء ملاعب ذات عناصر قياسية سيعاد تشكيلها بعد البطولة، لتصبح تراثا دائما لكأس العالم 2022 إلى ما هو أبعد من حدود قطر، حيث سيتم فك حوالي 170 ألف مقعد بعد انتهاء المونديال، ليتم منحها إلى الدول النامية مساعدة من قطر لتحسين البنية التحتية الرياضية لتلك الدول، وبالتالي، فمن المتوقع أن يتم إنشاء 22 ملعبا جديدا في الدول النامية، وستترك عملية إعادة التشكيل لقطر ملاعب بعدد مقاعد يتراوح ما بين 20 ألفا إلى 25 ألف مقعد، مما يعد مناسبا لاحتياجاتها الرياضية المحلية.

استاد خليفة الدولي
ويعد استاد خليفة الدولي، الذي يتسع لـ40 ألف مشجع، أول استادات مونديال قطر 2022 جاهزية، وهذا الصرح الرياضي هو الاستاد الوطني لدولة قطر، ويتمتع منذ افتتاحه أول مرة عام 1976 بتاريخ حافل باستضافة العديد من الأحداث والبطولات الرياضية.. كما يعد القلب النابض للأحداث الرياضية التي تشهدها قطر، حيث استضاف الكثير من الأحداث البارزة خلال تاريخه الطويل، مثل دورة الألعاب الآسيوية، وكأس الخليج العربي، وبطولة كأس آسيا لكرة القدم، وغيرها من الأحداث، ونادرا ما تذكر كرة القدم أو ألعاب القوى في قطر دون الإشارة إلى هذا الاستاد، الذي ما زال لديه الكثير والجديد في المستقبل.

واستعدادا لمونديال 2022، خضع استاد خليفة الدولي لأعمال تجديد وتطوير واسعة، ليصبح أول الاستادات الثمانية جاهزية لاستضافة منافسات البطولة، وقد تضمنت أعمال تطوير الاستاد تغيير واجهته الخارجية، وإضافة نحو 12 ألف مقعد لرفع طاقته الاستيعابية، علاوة على تزويده بأنظمة إضاءة موفرة للطاقة، وأضفت الإضاءة الرقمية والواجهة الحديثة بريقا جديدا على الملعب الأغلى على قلوب القطريين، ويعتبر الملعب، الذي يضم أقواسا واسعة وقوائم مغطاة نسبيا، محور منطقة أسباير ومجمعا رياضيا يضم كلا من أكاديمية أسباير للتفوق الرياضي، ومجمع حمد للألعاب المائية، ومستشفى الطب الرياضي “أسبيتار”، والعديد من المرافق الرياضية الأخرى.
ويتصل الاستاد من خلال ممر مشاة قصير بمتحف 3 -2 -1 قطر الأولمبي والرياضي، ليظهر مدى تعلق هذا المكان بماضيه واعتزازه به خلال رحلته نحو بناء مستقبل مشرق، ويعتبر القوسان المزدوجان اللذان يعانقان السماء من أهم ملامح الاستاد الجاذبة لعشاق كرة القدم وأكثرها شهرة، وقد أضيفت تحتهما مظلة واسعة، لتعمل بالتكامل مع نظام التبريد للحفاظ على درجة حرارة مريحة للاعبين والمشجعين.
وقد تم الإعلان عن جاهزية الاستاد في مايو 2017، عند استضافته نهائي النسخة 45 من بطولة كأس الأمير لكرة القدم، وهو جاهز الآن للمشاركة في أكبر حدث كروي على الإطلاق في العالم، وهو مونديال قطر 2022، حيث سيستضيف 8 مباريات بداية من دور المجموعات ثم دور الـ16 والمباراة الترتيبية لتحديد الفائز بالمركز الثالث.


استاد البيت
ولعل من أبرز ملاعب المونديال التي تم تشييدها خصيصا لهذا الحدث الكروي العالمي، استاد البيت بمدينة الخور، الذي سيستضيف المباراة الافتتاحية للبطولة بين قطر والإكوادور يوم 20 نوفمبر المقبل، ويعد استاد البيت فريدا من نوعه، وينافس أفضل الاستادات في العالم، حيث تم تصميمه ليحاكي “بيت الشعر”، وهي الخيام التي استخدمها البدو في قطر على مر التاريخ.
ويعد هذا التصميم المبتكر، الذي يعكس النسيج الانسيابي للمساكن البدوية التقليدية، بإسعاد جميع المشجعين ليس فقط لأنه تصميم مميز، ولكن أيضا لأن هذا الاستاد سيستضيف 9 مباريات في كأس العالم FIFA قطر 2022، منها المباراة الافتتاحية، وخمس مباريات من دور المجموعات، بالإضافة إلى مباريات الأدوار الإقصائية، بما في ذلك مباراة من الدور نصف النهائي، ويتميز الاستاد الذي يتسع لـ 60,000 متفرج ببنائه على شكل خيمة هائلة تغطي الاستاد بأكمله.

واستاد البيت واحد من أهم الاستادات المستضيفة لمونديال 2022، ليس على مستوى التطور والتكنولوجيا فقط، ولكن أيضا على مستوى التصميم، حيث سيظل الاستاد يذكر العالم بخيمة قطر والعرب المعروفة خليجيا وعربيا ببيت الشعر، واعتمدت قطر على النسيج الغني لثقافتها من أجل الترحيب بالعالم، فدعت الزوار للاستمتاع بالراحة التي اعتاد أن يوفرها هذا الجزء من العالم لضيوفه منذ قرون، ويحتضن الهيكل الخارجي، الذي يجسد شكل الخيمة بكل روعة، واحدا من استادات كرة القدم فائقة الحداثة، وعادة ما يمكن معرفة بيوت الشعر الخاصة بالقبائل والعوائل البدوية بالنظر إلى خطوطها السوداء والبيضاء، وينعكس ذلك على واجهة الاستاد الخارجية المميزة، حيث يشعر المشجعون لدى دخولهم بحفاوة الترحيب من خلال نقوش السدو النابضة بالحياة.

وستلقي مظلة سقف الاستاد، المستوحاة من الشكل الحقيقي لهيكل الخيمة، بظلالها على أرضية الملعب، الأمر الذي سيسهم في تعزيز عمل تقنيات تبريد الهواء الموجودة في أرجاء الاستاد كافة، فالظل الناتج عن هيكل الخيمة وسقفها القابل للطي سيكمل عمل تقنيات التبريد في الاستاد، ليساعد على الحفاظ على درجة حرارة مريحة في الداخل دون الحاجة لاستخدام مصادر طاقة إضافية.

كما تم إيلاء أهمية قصوى للاستدامة أثناء إنشاء استاد البيت، حيث صممت مقاعد الجزء العلوي من المدرجات بشكل قابل للتفكيك بعد انتهاء كأس العالم 2022 مع تقليل عدد المقاعد إلى حوالي 32,000، والتبرع بالمقاعد التي تتم إزالتها للدول الأخرى، وتطغى الاستدامة على المنطقة المحيطة باستاد البيت، حيث تشكل المتنزهات والمساحات الخضراء جزءا مهما من خطة تصميم المناطق المحيطة بالاستاد، لتكون بذلك الرئة التي تتنفس بها مدينة الخور، وتمنح العائلات فيها مساحة لا مثيل لها لقضاء أوقات ممتعة في الهواء الطلق، ويمتد نهج الاستدامة من الاستاد إلى مدينة الخور المحيطة، حيث تحظى هذه المدينة بالعديد من المتنزهات والبحيرات، إلى جانب محمية خضراء تشكل حزاما ممتدا من الاستاد حتى البحر، ما يساهم في ترسيخ إرث دائم من الاستاد الأكثر ترحيبا في العالم.

ولأن الاستاد مرتبط بشكل وثيق بالثقافة القطرية، يتصف بكرم الضيافة الذي يشتهر به أهل قطر، حيث سيستضيف الضيوف من شتى أنحاء العالم بكل حفاوة، مقدما لهم الفرصة ليعيشوا تجربة مفعمة بعبق التقاليد القطرية الأصيلة، وبمجرد دخول المشجعين الاستاد سيشعرون بحفاوة الترحاب من مظهر نقوش السدو النابضة بالحياة، كما سيعيد إلى أذهان الجماهير القطرية تراث آبائهم وأجدادهم، وسيصبح هذا الاستاد نموذجا يحتذى به في عالم إنشاء الاستادات في المستقبل.

وبعد انتهاء بطولة كأس العالم سيعاد استخدام الاستاد لخدمة المجتمع من حوله من خلال فندق 5 نجوم ومركز تسوق وصالة ألعاب رياضية وصالة متعددة الأغراض، وسيتم افتتاح فرع سبيتار -وهو مستشفى رائد للطب الرياضي في قطر- بالقرب من الاستاد، ويمكن للمشجعين الوصول بسهولة خلال نحو نصف ساعة سواء بالسيارات الخاصة أو المواصلات العامة التي توفرها الدولة، من الدوحة إلى ملعب البيت عبر طريق الخور الساحلي مباشرة، الذي تم إنشاؤه حديثا وفق المعايير العالمية، كما يمكن الوصول إلى طريق الخور من مدن قطر كافة عبر طريقي المجد والشمال.

وتعد محطة لوسيل أقرب محطات مترو الدوحة من ملعب البيت، وتقع على طريق الخور الساحلي مباشرة على بعد نحو 20 كيلومترا من الملعب، وهو ما يمكن الجمهور من الانتقال بالمترو، ثم استقلال حافلات النقل العام التي تمر بجوار المحطة مباشرة، وتستغرق نحو 20 دقيقة.
وقد تم افتتاح ملعب البيت رسميا بمهرجان فني وكروي ضخم في 30 نوفمبر 2021 بمباراة افتتاح بطولة كأس العرب 2021 بين منتخبي قطر والبحرين، وحققت البطولة -التي تعد تجربة لكأس العالم- نجاحا كبيرا من جميع النواحي، وفاز بلقبها منتخب الجزائر.


استاد لوسيل أكبر ملاعب المونديال
أما ثالث أبرز استادات كأس العالم FIFA قطر 2022، فهو استاد لوسيل أكبر ملاعب المونديال من حيث الطاقة الاستيعابية، حيث يتسع لـ80 ألف مشجع، ويقع الاستاد بمدينة لوسيل التي تضم مرسى ومناطق تجارية ومركزا ترفيهيا، ومنازل ومراكز تجارية، وملاعب جولف، ومدارس ومراكز طبية ومساجد، وتعد مدينة مستدامة تستوعب حوالي 200 ألف مقيم، وتتميز باستاد يرتقي بمعايير الملاعب الرياضية إلى مستويات غير مسبوقة، كما يقع الاستاد على بعد حوالي 15 كم شمال الدوحة، وتربطه بالعاصمة خطوط المترو، وسيتمكن المشجعون من الوصول إلى المباريات عبر الطرق المحدثة، أو مترو الدوحة، أو خدمة النقل الخفيف بمدينة لوسيل.

ويعتبر هذا الصرح الرياضي الرائع درة استادات المونديال، حيث يشكل محور اهتمام العالم ومحط أنظاره عند استضافة المباراة النهائية في 18 ديسمبر المقبل، الذي يتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني للدولة، وسيلعب هذا المعلم الرياضي المميز دورا مهما خلال البطولة، كما سيترك إرثا دائما لسكان مدينة لوسيل ودولة قطر بوجه عام.
وسيستضيف 10 مباريات في المونديال بداية من دور المجموعات ثم دور الـ16 ودور ربع النهائي ومباراة نصف النهائي.

ويعتبر الاستاد أيقونة مستقبلية قائمة على عراقة الماضي، ويتميز بمنظره الجاذب من حيث الحجم وروعة اللمسات الهندسية الفريدة، وقد بني لينسجم مع محيطه بكل تناغم، وقد استوحي تصميم هذا الاستاد الاستثنائي من تداخل الضوء والظل الذي يميز الفنار العربي التقليدي أو الفانوس، كما يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام، والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وجدت في أرجاء الوطن العربي والإسلامي خلال نهوض الحضارة في المنطقة، ومع مرور الوقت، سيتلاشى اللون الذهبي على الواجهة الخارجية ليحاكي ألوان الأواني المعدنية القديمة، محدثا بثقافة المنطقة وناطقا بعراقة تاريخها.

وشهدت أعمال تشييد الاستاد توظيف ممارسات البناء المستدام، كما يعاد استخدام المياه في ري النباتات بالمنطقة المحيطة بالصرح الرياضي الفريد، إلى جانب الاستفادة من أنظمة ذات كفاءة عالية للكشف عن تسرب المياه، ونجحت أعمال بناء الاستاد في توفير 40% من المياه النقية، مقارنة بمشاريع تشييد الاستادات التقليدية.

إلى جانب ذلك، روعي في إنشاء سقف الاستاد عنصر الاستدامة، حيث جرى تشييده باستخدام مادة متطورة معروفة باسم “بي تي إف إي”، تحمي الاستاد من الرياح والأتربة، وتسمح في الوقت نفسه بدخول قدر كاف من ضوء الشمس الضروري لنمو العشب في أرضية الملعب، إضافة إلى توفير الظل لتخفيف الضغط على تقنية التبريد المستخدمة في الاستاد.
وعقب انتهاء منافسات كأس العالم FIFA قطر 2022 سوف يجري تحويل استاد لوسيل إلى وجهة مجتمعية تضم مدارس ومتاجر ومقاهي ومرافق رياضية وعيادات طبية، وسوف يتيح هذا المركز المجتمعي متعدد الأغراض كل ما يحتاجه الناس تحت سقف واحد، وهو السقف الأصلي لاستاد كرة القدم، وخلال هذه العملية، سوف يجري تفكيك معظم مقاعده البالغ عددها 80 ألف مقعد، والتبرع بها لصالح مشاريع رياضية، لينتقل الإرث الاستثنائي لهذا الاستاد المتميز، وكذلك جزء من تاريخ كأس العالم FIFA إلى مواقع أخرى حول العالم.


استاد 974
ويأتي رابع أبرز ملاعب كأس العالم FIFA قطر 2022، وهو استاد 974، وهو أول ملعب قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ كأس العالم، قامت قطر بإنشائه، حيث شيد الاستاد من 974 حاوية شحن بحري، كما أن هذا الرقم هو رمز الاتصال الدولي لدولة قطر، ويعتبر مشروع استاد 974 مشروعا رائدا في عالم مجال بناء الاستادات الرياضية، وتهدف فكرته إلى توجيه أنظار العالم إلى التزام حكومة قطر بوضع الاستدامة دائما في الاعتبار عند التفكير في أكبر المشروعات إذ سيصبح الموقع في النهاية، بعد تفكيك الاستاد، منطقة ترفيهية أنيقة مطلة على الواجهة البحرية تضم مطاعم وخيارات تسوق وغير ذلك الكثير.

ويؤسس ملعب 974 لمعايير جديدة في بناء وإعادة استخدام المنشآت المستدامة، باعتباره أول ملعب يمكن تفكيكه بالكامل وإعادة استخدامه لأغراض أخرى بعد انتهاء البطولة، ويتجلى ذلك في إعداد تصميم مرن يتيح إعادة بناء الملعب بالسعة نفسها في موقع آخر، أو بناء منشآت أخرى أصغر حجما باستخدام المواد نفسها.
ويعد الملعب، الذي يتسع لأكثر من 40 ألف مشجع، علامة فارقة في تصميم وبناء الملاعب، حيث جرى تشييده باستخدام حاويات الشحن البحري المعتمدة، ووحدات بناء من الفولاذ المعاد تدويره، مما قلل كمية النفايات الناتجة عن تصنيع المكونات المستخدمة في البناء، إضافة إلى الحد من النفايات في موقع العمل، وأسهم استخدام مكونات البناء الجاهزة في تقليل الوقت اللازم لإنجاز الملعب، كما أدى استخدام أنظمة ذات كفاءة عالية في توفير 40% من المياه النقية خلال بناء الملعب، مقارنة بمشاريع تشييد الملاعب التقليدية.

ويقع ملعب 974 على ساحل الخليج العربي، بالقرب من مطار حمد الدولي، ويتميز بإطلالته الساحرة على منطقة الخليج الغربي بالدوحة عبر مياه الخليج، وعلى ميناء الدوحة القريب، واستضاف الملعب أول مباراة رسمية على أرضه في 30 نوفمبر الماضي خلال منافسات كأس العرب 2021، ويستضيف 7 مباريات في المونديال، بداية بمباراة المكسيك وبولندا في 22 نوفمبر، لحساب المجموعة الثالثة.

وعقب انتهاء البطولة، سيعاد استخدام الحاويات والهيكل وإنشاء مرافق تطل على الواجهة المائية تعود بالنفع على أبناء المجتمع، بالإضافة إلى مركز حيوي للأعمال.
وحصل ملعب 974 على شهادتي المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة “جي ساس” (GSAS) من فئة الخمس نجوم في التصميم والبناء، ومن فئة التميز في إدارة البناء، والتي تمنحها المنظمة الخليجية للبحث والتطوير (جورد) تقديرا للالتزام بمعايير الاستدامة خلال مراحل التصميم والبناء.

استاد الجنوب
أما خامس استادات كأس العالم FIFA قطر 2022، فهو استاد الجنوب الواقع في جنوب مدينة الوكرة على بعد 18 كيلومترا من مدينة الدوحة، وتبلغ سعته الاستيعابية 40 ألف مقعد، واستوحي التصميم المبهر لهذا الاستاد من أشرعة المراكب التقليدية القطرية احتفاء بتاريخ الوكرة العريق كمركز للصيد والبحث عن اللآلئ، فطوال قرون، أبحرت هذه المراكب الجميلة عبر مياه الخليج وما وراءها، وعادت محملة بخيرات البحر.

وتم إنشاء الاستاد بأسلوب عصري يشكل جسرا يربط الماضي بالحاضر، ورمزا بصريا قويا لحرص قطر على التواصل مع العالم، وجرى تجهيز استاد الجنوب بتقنية تبريد متطورة، كما يمتاز الاستاد بخاصية السقف القابل للطي، والتي تسمح بتخفيف حدة أشعة الشمس وتظليل الاستاد بالكامل، الأمر الذي يسهم في رفع كفاءة نظام التبريد.
وسيحظى العالم بفرصة التعرف على أكثر الاستادات تميزا على الإطلاق، والتي تم إنشاؤها لاستضافة المونديال، كما يعد الاستاد جزءا من مجمع رياضي أوسع، ويحوي مسارات لركوب الدراجات الهوائية والخيل ومتاجر ومطاعم وأندية رياضية.

وقد كشف النقاب عن استاد الجنوب في 16 مايو 2019، تزامنا مع استضافته نهائي النسخة 47 من نهائي كأس الأمير لكرة القدم، وسيستضيف مباريات المونديال من دور المجموعات ودور الـ16.
وبعد انتهاء بطولة كأس العالم، سيتم تقليص سعة الملعب إلى 20 ألف مقعد، والتبرع بالمقاعد لمشاريع رياضية أخرى في مختلف أنحاء العالم، وسيكون الاستاد جاهزا لاحتضان أجواء الإثارة والحماسة ضمن مباريات دوري نجوم قطر.
كما سيحظى مشجعو نادي الوكرة الرياضي بالفرصة لعيشوا أجواء حماسية للغاية خلال مباريات ناديهم المفضل في الاستاد، وفضلا عن كرة القدم، تحيط بالاستاد حدائق رائعة تتميز بمرافق رياضية وترفيهية سيستفيد منها المجتمع لأعوام مقبلة.

استاد أحمد بن علي
أما سادس استادات كأس العالم FIFA قطر 2022، فهو استاد أحمد بن علي، وهو صرح يحاكي الصحراء وكثبانها، تم تشييده بمنطقة أم الأفاعي التي تعد إحدى أعرق المدن القطرية وموطن نادي الريان الرياضي، وتقع المدينة على مشارف الصحراء، حيث انطلقت أجمل الحكايات القطرية التي تعيش في قلوب أهل المنطقة المعروفين بتمسكهم بتاريخهم المذهل تماما مثل حبهم لكرة القدم.

ويحاكي تصميم الاستاد والمباني المحيطة به جوانب من الثقافة والتقاليد المحلية، أما واجهته الخارجية، فتعكس تموجات الكثبان الرملية، في حين تصور الأشكال الهندسية المميزة جمال الصحراء والنباتات والحيوانات المحلية، فضلا عن التجارة المحلية والدولية، كما أنه سيكون المقر المثالي لنادي الريان بعد انتهاء البطولة.
وتتزين واجهته الخارجية برموز تشير للترابط الأسري في المجتمع القطري، وأخرى تجسد جمال الحياة الصحراوية وطبيعة الحياة البرية فيها، وقد تم الإعلان عن جاهزية الاستاد، الذي يتسع لـ40 ألف مشجع، في 18 ديسمبر 2020، عند استضافته نهائي النسخة 48 من كأس الأمير لكرة القدم.

ومن المقرر أن يستضيف سبع مباريات حتى دور الـ16 خلال مونديال قطر 2022، وبعد انتهاء البطولة، سيصبح استاد أحمد بن علي مقرا لنادي الريان الرياضي، وتم استخدام أكثر من 80% من مواد البناء من الاستاد الأصلي الذي كان يشغل الموقع سابقا، في حين جرى الاحتفاظ بالأشجار المحيطة بالاستاد القديم بعناية.
وسيتمكن المشجعون عند زيارتهم هذا الاستاد من التنقل عبر مترو الدوحة الجديد الصديق للبيئة، استكمالا لتجربة مستدامة حقا، وبفضل طبيعة مقاعده القابلة للتفكيك، من المقرر خفض الطاقة الاستيعابية للملعب بعد البطولة إلى 20 ألف مقعد إذ سيتم فك مقاعد المدرجات العلوية ليعاد استخدامها في تطوير مشاريع ومرافق رياضية في قطر والعالم.


استاد الثمامة
ويأتي سابع استادات كأس العالم 2022، وهو استاد الثمامة الواقع في أحياء الدوحة الجنوبية، على بعد عدة دقائق من مطار حمد الدولي، ويتسع لـ40 ألف متفرج.
ويشكل الاستاد أيقونة معمارية عربية متميزة بتصميم فريد، من إبداع المهندس المعماري القطري إبراهيم الجيدة، وهو مستوحى من شكل القحفية التقليدية (الطاقية التي تلبس تحت الغترة والعقال) التي يرتديها الرجال والأطفال في الوطن العربي.

وتشكل القحفية جزءا أساسيا من ثقافة قطر وتقاليدها، وترمز إلى انتقال الأولاد من مرحلة الطفولة إلى البلوغ، وهنا تترسخ الثقة بالنفس والطموح، وترسم الخطوات الأولى نحو المستقبل وتحقيق الأحلام، ويشكل كل ذلك مصدر إلهام مثاليا لهذا الاستاد الفريد من نوعه.
كما تم اختيار هذا التصميم لأنه يعد قاسما ثقافيا مشتركا بين العرب في مختلف دول الوطن العربي، وبالتالي فهو يعبر عن العمق الحضاري والإرث التاريخي والثقافي المتشابك للدول العربية. ويأسر تصميمه الساحر قلوب القطريين والشعوب من جميع أنحاء المنطقة، ويحتفي التصميم الديناميكي والرائع لاستاد الثمامة بالثقافة القطرية والعربية الغنية بقدر ما يحتفي بعصر جديد من التصميم، كما يحظى هذا الاستاد بأهمية كبرى منحته مكانة خاصة في قلوب المجتمع يتردد صداها في جميع أنحاء المنطقة.

ويقدم استاد الثمامة رؤية تتجاوز جماليات تصميمه، ليعد بمستقبل أكثر إشراقا لأجيال كرة القدم، ويبرز شكله الخارجي الأبيض اللامع وسط المساحات الخضراء المحيطة به، والتي تضم مناطق للعب والاسترخاء، وجرى الإعلان عن جاهزية استاد الثمامة في أكتوبر 2021، أثناء استضافته نهائي كأس الأمير لكرة القدم، وسيستضيف 8 مباريات خلال مونديال 2022 من مرحلة المجموعات حتى الدور ربع النهائي.

وسيتم تخفيض طاقة الاستاد الاستيعابية في مرحلة الإرث ما بعد البطولة بما يكفي لتلبية متطلبات الرياضة القطرية، وليوفر بنية تحتية رياضية عالية الجودة للدول النامية، حيث سيتم التبرع بـ20 ألف مقعد لتطوير مشاريع رياضية في أرجاء مختلفة من العالم، وسيستخدم الاستاد بطاقته الاستيعابية الجديدة لاستضافة مباريات كرة القدم والفعاليات الرياضية الأخرى.
وحصل ملعب الثمامة على شهادتين في استدامة التصميم وأعمال البناء، من برنامج المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة “جي ساس” وذلك تقديرا لالتزام الملعب المونديالي بمعايير الاستدامة، خلال مراحل التصميم والتشييد، فبعد استكمال أعمال التدقيق، منحت المؤسسة الخليجية للبحث والتطوير “جورد” استاد الثمامة شهادة “جي ساس”، من فئة خمس نجوم، في التصميم والبناء، وشهادة إدارة البناء من الفئة (أ).


استاد المدينة التعليمية
وأخيرا يأتي ثامن ملاعب مونديال قطر، استاد المدينة التعليمية، حيث تلتقي كرة القدم بالعلم والمعرفة، ويقع الاستاد وسط عدة جامعات ذات مستوى عالمي في مركز قطر العالمي للتميز، وهو المدينة التعليمية، ويتسع لـ40 ألف متفرج، ويأخذ شكل ماسة مسننة، وهو استاد استثنائي يسلط الضوء على مكانة قطر المميزة كمركز تعليمي ديناميكي للطلاب والأكاديميين في مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم، وهو ببساطة مركز رائد للمعرفة والابتكار، كما يشير اسمه، حيث تضم هذه المنطقة عددا من الجامعات العالمية الرائدة التي تحفل بالاختراعات والابتكارات، بفضل تحلي كل من فيها بأفكار جديدة وأبحاث متطورة تعكس المواهب المميزة والابتكارات الرائعة.
ويتناغم تصميم الاستاد الحديث مع الهندسة المعمارية الإسلامية التقليدية، وتحاكي المثلثات على الواجهة الخارجية أنماطا هندسية معقدة تشبه الألماس، تشع وتتلألأ بحسب حركة الشمس، أما في الليل، فتضاء الواجهة بأضواء مميزة لتمنح المشجعين فرصة الاطلاع على عرض فني في غاية الروعة.

وقد أعلن عن جاهزية استاد المدينة التعليمية في 15 يونيو 2020، من خلال فعالية رقمية، وذلك مراعاة للتحديات التي فرضتها الجائحة العالمية /كوفيد-19/.
ويستضيف الاستاد ثماني مباريات خلال مونديال قطر 2022، من مرحلة المجموعات وصولا للدور ربع النهائي، وسيتحول الصرح الرياضي بعد إسدال الستار على المونديال إلى وجهة رياضية وترفيهية، تلبي احتياجات وتطلعات منتسبي المدينة التعليمية كافة.

كما ستضاف المزيد من المرافق إلى محيط الاستاد بعد انتهاء البطولة، لتمكين أهل المنطقة والمجتمع الأكاديمي من مواكبة تطورات المستقبل.
وعقب انتهاء كأس العالم لكرة القدم، ستخفض سعة الاستاد إلى النصف، وسيتم التبرع بـ20 ألف مقعد لبناء استادات في دول نامية، للمساعدة في نشر الشغف بهذه اللعبة في جميع أرجاء العالم.
يشار إلى أن جميع الملاعب الثمانية لمونديال قطر 2022 حصلت على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة “جي ساس”، من بينها 3 ملاعب حصلت على فئة أربع نجوم، بينما منحت الملاعب الأخرى فئة خمس نجوم، وقد جرى اعتماد منظومة “جي ساس” من الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/، وتضمن تلبية البنية التحتية الخاصة بالبطولة لمجموعة من المعايير البيئية الصارمة.

وكالة الأنباء القطرية- قنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى