آسياكرة القدم

العرب يبحثون عن اللقب السابع في كأس آسيا ويستبشرون بالأرض

الدوحة: تتطلع المنتخبات العربية المشاركة في النسخة الثامنة عشرة من كأس آسيا لكرة القدم التي تستضيفها الدوحة في الفترة ما بين الثاني عشر من يناير وحتى العاشر من فبراير المقبل، إلى أن تبقي اللقب القاري في حوزتها لنسخة جديدة.

وسيكون التعويل خلال البحث عن اللقب الثاني تواليا بعد تتويج المنتخب القطري في النسخة السابقة عام 2019، على الأرض التي طالما كانت فأل خير على المنتخبات العربية، وما أدل على ذلك من أن أربعة من الألقاب الستة في السجل التاريخي تم الظفر بها على أرض عربية.

وتأخر الإنجاز العربي الأول حتى العام 1980 هناك في الكويت التي توج منتخبها بالكأس، في استهلال حقبة هيمنة عربية استمرت لثماني سنوات، بعدما حقق المنتخب السعودي اللقب العربي الثاني هناك في سنغافورة عام 1984، قبل أن يحتفظ الأخضر باللقب هنا في قطر عام 1988 في تأكيد على انتصار الأرض لأصحابها للمرة الثانية بعد الأولى في الكويت.

وبعد غياب عربي عن الأرض والتتويج في آن معا، بالظهور الأول للعملاق الياباني عام 1992، عاد الحضور مجددا في الإمارات عام 1996 عندما توج المنتخب السعودي باللقب الثالث في نهائي عربي خالص ضد صاحب الأرض، قبل أن يسيطر المنتخب الياباني على الكأس في نسختين متتاليتين، الأولى في لبنان 2000 والثانية في الصين 2004.

ومنذ أن فازت العراق بلقب 2007 في ماليزيا وإندونيسيا وفيتنام وتايلاند، غابت التتويجات العربية بما في ذلك في قطر 2011، لتعود مجددا بعد غياب وعلى أرض عربية في الإمارات 2019 عندما توج /المنتخب القطري/ باللقب الأول في تاريخه، ليكون المجموع ستة ألقاب من بينها أربعة على أراض عربية.

وتشهد نسخة قطر 2023 مشاركة (10) منتخبات عربية هي: قطر، السعودية، العراق، لبنان، عمان، سوريا، الإمارات، الأردن، فلسطين، البحرين، بفارق بمنتخب واحد عن الرقم القياسي في النسخة السابقة في الإمارات والتي شهدت مشاركة أحد عشر منتخبا، لأول مرة.

ونجحت أربعة منتخبات عربية في التأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2023، بعدما تصدرت مجموعاتها في الدور الثاني من التصفيات وهي: قطر والسعودية والإمارات وسوريا، فيما حجزت ثلاثة منتخبات وهي العراق ولبنان وعمان، مقاعدها للنهائيات الآسيوية بعدما حلت ضمن أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثاني في نفس الدور من التصفيات القارية، في حين انضمت منتخبات الأردن وفلسطين والبحرين إلى المنتخبات العربية المتأهلة من خلال تصدر مجموعاتها في التصفيات الخاصة فقط بالتأهل إلى كأس آسيا.

وتعد منتخبات قطر والسعودية والإمارات الأكثر حضورا من ضمن المنتخبات العربية العشرة في نهائيات كأس آسيا، فالمشاركة المقبلة هي الحادية عشرة لكل منها.

وستكون الأنظار شاخصة إلى منتخبات عربية بعينها في المقام الأول خصوصا تلك التي تدخل المنافسة مرشحة للظفر بالكأس على غرار المنتخب القطري صاحب الأرض وحامل اللقب، والذي يعول على جيل مدجج بخبرات كبيرة كسبها خلال رحلة التحضير التاريخية للمونديال، وهو ذات الجيل الذي صنع الإنجاز التاريخي في النسخة السابقة وقدم مستويات استثنائية، وظفر باللقب الأول بعدما كان قد اكتفى من قبل بالتأهل مرتين إلى الدور ربع النهائي، الأولى في عام 2000 في لبنان، والثانية في 2011 في قطر.

ويأتي المنتخب السعودي مرشحا للمنافسة على لقب كأس آسيا 2023 لكرة القدم، بالتقاليد العريقة التي يملكها في البطولة القارية بعدما توج باللقب في ثلاث مناسبات من قبل، إلى جانب الوصافة في ثلاث مرات أيضا أعوام 1992 و2000 و2007 حيث خسر النهائي بالنتيجة ذاتها وبهدف دون رد، أمام نظيره الياباني مرتين وأمام العراق مرة واحدة ، كما أن قوة المنتخب السعودي الذي فاز على منتخب الأرجنتين في كأس العالم FIFA قطر 2022 تضعه كأقوى المنتخبات المرشحة للفوز بالكأس.

من جانبه يسعى المنتخب العراقي لاستذكار فترات التألق عندما يسجل المشاركة العاشرة في تاريخه، وتحديدا خلال حقبة الظفر باللقب القاري عام 2007 في إندونيسيا وماليزيا وفيتنام وتايلاند، لأول مرة في تاريخ البطولة.

وبدوره يأمل المنتخب الإماراتي أن يكون منافسا قويا من أجل الذهاب بعيدا بعدما بلغ الدور نصف النهائي في النسختين السابقتين 2015 في أستراليا و2019 على أرضه، فيما تبقى أفضل نتائجه بوصافة نسخة 1996 على أرضه.

ويشارك المنتخبان البحريني والسوري للمرة السابعة، وكانت أفضل نتيجة للبحرين هي المركز الرابع في نسخة 2004 ، بينما لم يتخط المنتخب السوري دور المجموعات في أي من مشاركاته الست السابقة.

ويظهر المنتخبان الأردني والعماني للمرة الخامسة سعيا لتسجيل ظهور أكثر تميزا، حيث كانت أفضل نتائج المنتخب الأردني الوصول إلى الدور ربع النهائي مرتين في نسختي 2004 و2011، بينما كانت أفضل نتائج المنتخب العماني بلوغ ثمن نهائي النسخة السابقة، بعد خروجه من دور المجموعات في مشاركاته الثلاث الأولى.

ويعد منتخبا لبنان وفلسطين الأقل مشاركة من بين المنتخبات العربية، بالتأهل الثالث لكل منهما ولم يسبق لهما أن تجاوزا دور المجموعات.

ويبقى المنتخب الكويتي أول بطل عربي لكأس آسيا عام 1980 بالجيل الذهبي، أبرز الغائبين عن البطولة للمرة الثانية تواليا.

وتتوقف قدرة المنتخبات العربية على فرض واقع تنافسي يجعلها مؤهلة للمنافسة على اللقب، على إجادة التعامل مع القوى الكبرى في الأدوار المتقدمة، خصوصا وأن هناك منتخبات شكلت محورا بات يعرف بالقوى التقليدية والتي إن لم تفز باللقب فستتحكم بمساره.

ويأتي على رأس قائمة المنتخبات القوية، المنتخب الياباني متصدر قائمة الأبطال بأربعة ألقاب، والذي شكل حضورا لافتا وصنع الحدث في كأس العالم FIFA قطر 2022 ببلوغ الدور ثمن النهائي بعد فوزه على بطلين سابقين للعالم وهما ألمانيا وإسبانيا، قبل أن يغادر البطولة بضربات الترجيح أمام المنتخب الكرواتي.

ويأتي المنتخب الكوري الجنوبي الذي فاز بلقبين في انطلاق البطولة عام 1956 و1960 ويملك لاعبين من طراز عال ساعدوه على ظهور مميز في كأس العالم الأخيرة في قطر والتي تأهل فيها للدور الثاني على حساب منتخبات قوية مثل البرتغال وغانا.

كما يأتي المنتخب الأسترالي بطل نسخة 2015 كأحد المرشحين للفوز باللقب.

ووجب على المنتخبات العربية أن تكون حاضرة في البطولة منذ دور المجموعات، خصوصا وأن القرعة وضعتها في صراعات صعبة قد تجبرها على سلك دروب وعرة وصولا إلى الأدوار المتقدمة حسب الخارطة التنافسية، ناهيك عن صدامات مباشرة بتواجد منتخبات عربية في نفس المجموعة.

ووضعت القرعة المنتخب القطري على رأس المجموعة الأولى رفقة لبنان والصين وطاجيكستان، وجاء المنتخب السوري في المجموعة الثانية رفقة أستراليا وأوزبكستان والهند.

وتشهد المجموعة الثالثة لقاءات قوية لمنتخبي الإمارات وفلسطين مع إيران وهونغ كونغ، فيما وجد المنتخب العراقي نفسه في تحد صعب أمام اليابان وإندونيسيا وفيتنام في المجموعة الرابعة.

ويرى جل المراقبين في المجموعة الخامسة أنها الأصعب والأقوى بتواجد الأردن والبحرين مع المنتخب الكوري الجنوبي المرشح للمنافسة على اللقب إلى جانب ماليزيا، فيما تشهد المجموعة السادسة مواجهة عربية خليجية بين السعودية وعمان رفقة تايلاند وقيرغيزيا.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى