آراء ومقالات

الخسارة تلو الخسارة.. عنوان موسم ليفربول !

حسام عبد الكريم-

تجرّع ليفربول هزيمته الثانية تواليًا عقب خسارته أمام متذيل الترتيب نوتنغهام، ليسقط هذه المرة أمام ليدز يونايتد (المركز 18) في ملعب أنفيلد بهدف مقابل إثنين، مسجلًا بذلك بداية تعتبر ضمن الأسوأ في تاريخه القريب. فبعد خوضه 12 مباراة في البطولية المحلية كان الرقم 4 هو القاسم المشترك بينها، إذ تشارك عدد انتصارات الفريق، تعادلاته وهزائمه.
الخسارة أمام ليدز كسرت سلسلة من الأرقام الإيجابية كانت تُجمِّلُ – إلى حد ما – صورة الفريق المتعثر هذا الموسم، وتغطي على المشاكل التي عانى منها على الصعيد المحلي. أوقفت هذه الخسارة رقم الفريق عند حاجز 29 مباراة عجز فيها المنافسون عن إسقاط الريدز في ملعب أنفيلد ضمن مسابقة الدوري، كما أن هذه الهزيمة وضعت حدًا لسلسلة عدم الخسارة التي سجلها فيرجيل فان دايك في هذا الملعب ضمن مسابقة البريمييرليغ والتي توقفت عند 70 مباراة.

تذبذب النتائج يزيد الضغوطات
يجلس ليفربول بعد هذه الخسارة في المركز التاسع، بعد أن جمع 16 نقطة من 12 مباراة، الأمر الذي يجعله متخلفًا عن مانشستر سيتي بفارق 13 نقطة، كما أن الفريق يتواجد في المركز الخامس فيما يلي التهديف (23 هدف) ويتشارك مع برايتون وتشيلسي المركز السادس (15 هدف) عندما يتعلق الأمر باستقبال الأهداف. هذه الأرقام تعكس حالة عدم استقرار النتائج التي يعايشها أحمر الميرسيسايد، الأمر الذي جلب ولا يزال يجلب ضغطًا إضافيًا على مدرب الفريق يورغن كلوب.
هذه الضغوطات قد تصل في أقصى درجاتها إلى المطالبة بوضع حد لشراكة المدرب مع الفريق، أملا في محاولة إحياء الجسد الذي أنهكته كثرة التعثرات، وقد يبدو هذا الأمر بعيدًا مهما أرادت الأيدِ الإعلامية أن تبرر له. فعلاقة كلوب بالجماهير وإدارة النادي وصلت لحالة من التناغم يجعلها قادرة على تجاوز كل الصعوبات، ولكن الحقيقة الواضحة في عصر الكرة الحديث الذي نعايشه أن لا مناص من التغيير إذا لم تستمر هذه الشراكة في إنتاج نهاية مرضية للطرف الأهم فيها، وهم الجماهير، فعاطفتهم تجاه الفريق تتجاوز كل تقدير لصانعي أمجاده، إذ رحل جيرارد هولييه، رافاييل بينيتيز وحتى كيني دالغليش.

أين موطن الخلل ؟
تشخيص معضلة ليفربول هذا الموسم احتاج لمداد الكثير من المتابعين. فالمتعجّلون وضعوا إجابةً قاطعة لما يحدث لوصيف النسخة الأخيرة من البطولة هذا الموسم بتلويحهم باسم “ساديو ماني” عاليًا على أساس أن كل مشاكل الريدز بدأت عند اليوم الذي قرر فيه السنغالي مغادرة أنفيلد. في المقابل احتاج العقلانيون لوقت أطول لفهم ما يحدث في الفريق، فبعضهم برر ذلك بالتغيير في نظام لعب الفريق وأن ذلك قد يحتاج لبعض الوقت، والبعض الآخر تحدّث عن تراجع مستوى محمد صلاح تهديفيًا وكثير من التبريرات وجدت حظها من التناول.
بدوره أكد يورغن كلوب على تذبذب مستوى الفريق قائلا بعد خسارة ليدز: “نعاني منذ اليوم الأول مشكلة في الإصابات أو نصف جاهزية اللاعبين، وهي مشكلة تلاحقنا يوما بعد يوم”. قد يكون من غير المنطقي استبعاد هذه الفرضية، وبالنظر لغيابات الفريق نجد أن معظم لاعبي الفريق غاب مباراة على الأقل، كما أن بعض اللاعبين ضربتهم إصابات طويلة وعلى رأسهم الثنائي جوتا ودياز.

كلوب مسؤول .. ولكن!
سيكون من العقلاني تبرئة يورغن كلوب تمامًا، فهو مسؤول بدرجة أكبر عن النتائج التي يسجلها الفريق. كما أنه يتحمل مع الإدارة مسؤولية الإحلال والإبدال الذي يتم بشكل متواصل، فبنفس القدر الذي شهدت له الجماهير فيه بالتميز في اختياراته العناصرية من موسم لآخر، لا يجب التغافل عن إصراره على عدم استجلاب وتغيير بعض الأسماء التي تراجعت مستوياتها بشكل ملحوظ.
وبالنظر لصفقات الموسم الحالي، لم ترتقِ صفقة داروين نونيز القادم من صفوف بنفيكا إلى التطلعات قياسًا على القيمة المالية التي تم إنفاقها لاستجلابه، كما أن قدوم فابيو كارفالهو من صفوف فولهام لم يقدّم إضافة واضحة على الرغم من مساهمته في فوز الفريق المتأخر على نيوكاسل في إحدى الجولات. وبجانب هاتين الصفقتين سجلت صفقة البرازيلي أرثر ميلو فشلًا كبيرًا لإدارة النادي، حيث لم يظهر لاعب يوفنتوس القادم على سبيل الإعارة بقميص الفريق فضلًا عن خضوعه لجراحة قد تبعده لوقت أطول عن اللعب.
لم تكن الإضافات التي قدمت للنادي هذا الصيف موفقة لإظهار أي أثر حتى الآن، وهو الأمر الذي يدخل كلوب في دائرة الانتقادات، لإصراره على عدم التجديد في دماء الفريق، ورهاناته التي لم تكن موفقة خلال السوق الذي سبق الموسم.

استبعاد ليفربول من المنافسة على لقب البريمييرليغ هذا الموسم يصبح واقعًا، فعلى حد قول أرسين فينغر قبل عدة جولات “11 نقطة عن السيتي هي بمثابة الجبل الذي يصعب تسلقه” ومع اتساع الهوة ل 13 نقطة مع انقضاء الربع الأول سيكون من الصعب ردم هذه الفجوة، لا سيمَ وأن أرسنال لا يزال متمسكًا بحظوظه في إكمال المشوار التنافسي رفقة حامل اللقب. مع ذلك سيكون ليفربول قادرًا على إعادة ضبط بوصلته مع تتالي الجولات وتقليل الفارق النقطي مع فرق المراكز المتقدمة، إذ لا ولن تتحمل الجماهير أي احتمالية لرؤية الفريق خارج دائرة الفرق المتأهلة لدوري الأبطال الموسم المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى