كأس الأمير..نصف قرن من التحديات الكروية .. والتاريخ الحافل بالمتعة والإثارة
الدوحة: على مدار نصف قرن من الزمان، شهدت بطولة كأس سمو الأمير المفدى لكرة القدم، العديد من الأحداث المثيرة وتنافسا محموما على اللقب أشعل الصراع للوصول إلى منصة التتويج، حتى أصبحت واحدة من أهم البطولات التي تقام سنويا على الملاعب القطرية.
وتحتل بطولة كأس الأمير مكانة خاصة لا تقل أهمية عن بطولة الدوري العام، وربما تفوق في قوتها بعض بطولات الدوري العام، خاصة في السنوات الأخيرة، بعدما ارتبطت مباراتها النهائية بافتتاح استادات كأس العالم FIFA قطر 2022، وهو ما منحها زخما كبيرا وقيمة تاريخية على مر العصور.
البطولة الأقدم في قطر التي انطلقت عام 1973، مرت بثلاث مراحل هامة طوال تاريخها، الأولى منذ انطلاقها وحتى عام 1999، حيث كانت المشاركة فيها تقتصر على فرق دوري الدرجة الأولى التي كانت تضم وقتها تسعة فرق، بحيث يتأهل أول سبعة فرق في الترتيب العام للبطولة إلى الدور ربع النهائي مباشرة، على أن يخوض الفريقان الأخيران في الترتيب مواجهة من أجل اللحاق بركب ربع النهائي ومن بعدها تقام المباريات بنظام خروج المغلوب حتى النهائي.
ولم يسبق لفرق الدرجة الثانية المشاركة في بطولة كأس الأمير حتى عام 2000، والتي بدأت معه المرحلة الثانية من البطولة، حيث شهدت مشاركة أندية الدرجة الثانية للمرة الأولى، ومن ثم نيل جميع الأندية شرف اللعب في هذه البطولة الغالية، والتي كان يبدأ فيها رباعي المقدمة في الدور العام الذي ضم وقتها عشرة فرق، المنافسة من الدور ربع النهائي الذي كان يقام من مباراتين للذهاب والإياب، وأصحاب المراكز من الخامس وحتى الثامن من الدور الثالث، فيما يخوض الفريقان الأخيران المنافسة من الدور الثاني، بينما تبدأ فرق الدرجة الثانية المنافسة من الدور الأول.
أما المرحلة الثالثة في تاريخ كأس الأمير فقد بدأت عام 2007، والتي استمرت فيه البطولة بنظام المراحل الخمس ونظام خروج المغلوب من مرة واحدة في جميع المراحل، بما فيها الدور نصف النهائي الذي عاد إلى نظام خروج المغلوب، وذلك بسبب ضغط المباريات بعد تحول الدوري القطري للمحترفين إلى الأقسام الثلاثة.
وحمل أول لقب من بطولة الكأس ، فريق الأهلي بعد فوزه التاريخي في نهائي النسخة الأولى على منافسه الريان (6- 1)، وهي النتيجة الأكبر التي سجلت في المباراة النهائية من البطولة حتى الآن، حيث لم يكسر هذا الرقم طوال 49 نسخة تالية.
ويعتبر نادي السد هو الفريق الأكثر تتويجا بلقب بطولة كأس الأمير، حيث أحرز اللقب في 18 مناسبة بداية من النسخة الثالثة عام 1975 وحتى النسخة الـ49 عام 2021، متبوعا بالعربي الذي فاز بالكأس في ثماني مناسبات أولها عام 1978 وآخرها عام 1993، ثم الغرافة بسبعة ألقاب أولها 1995، والريان بستة ألقاب أولها 1999، فيما حقق الأهلي والدحيل اللقب أربع مرات، وقطر في مناسبتين، وأخيرا حقق أم صلال اللقب مرة واحدة.
النسخ الخمسين السابقة من بطولات كأس الأمير شهدت فوز ثمانية فرق فقط باللقب، أولهم الأهلي بالتغلب على الريان في النسخة الأولى بنتيجة (6- 1)، وآخرهم الدحيل بالفوز على الغرافة بنتيجة (5- 1)، في حين لم تنال بقية الأندية شرف الحصول على اللقب حتى الآن.
وفي النسخ الخمس الأولى من البطولة، تناوب أندية الأهلي وقطر (الاستقلال سابقا) والسد في الفوز بها، بعدها سيطر العربي على لقب البطولة بعد أن حقق الفوز في ثلاث نسخ متتالية أعوام 1978 و1979 و1980، قبل أن يفوز الأهلي بنسخة 1981 والسد بنسخة عام 1982، وبعدها يعود العربي ويحصد لقب نسختي 1983 و1984.
وبعد نسخة عام 1976 التي حققها فريق قطر، ظلت أندية العربي والسد والأهلي تتناوب لقب كأس الأمير لمدة 18 عاما بواقع 8 ألقاب للعربي و7 ألقاب للسد و3 ألقاب للأهلي، حتى تمكن الغرافة (الاتحاد سابقا) من كسر هذا الاحتكار عام 1995 بحصده لقبه الأول على حساب الوكرة بنتيجة (2- 1).
ولم يكتف الغرافة بكسر احتكار أندية العربي والسد والأهلي، وإنما سيطر على اللقب لأربع سنوات متتالية أعوام 1995 و 1996 و 1997 و 1998، وهو الرقم القياسي لأكبر عدد من الاحتفاظ بلقب البطولة حتى الآن، ويليه العربي بثلاث مرات متتالية أعوام 1978 و 1979 و 1980، ومن ثم السد الذي حقق اللقب مرتين متتالين في أربع مناسبات مختلفة.
وشهدت فترة التسعينات آخر تتويج للجارين الأهلي عام 1992 والعربي 1993 ، ومنذ وقتها يبحث الفريقان لقبهما الأول في البطولة دون جدوى، حيث خسر الأهلي المباراة النهائية مرتين عامي 1998 و 2003، وكذلك خسر العربي المباراة النهائية مرتين عامي 1994 و 2020.
وفي نهاية التسعينات شهدت البطولة بطلا جديدا وهو الريان الذي نال لقبه الأول عام 1999 على حساب الغرافة (2- 1)، ليكسر احتكاره للبطولة ويحرمه من إنجاز تحقيق اللقب للمرة الخامسة تواليا، ومن ثم نجح الريان في حصد اللقب أعوام 2004 و2006 و2010 و2011 و2013 .
وفي عام 2008 سجل أم صلال نفسه كسابع الأندية حصدا للقب بعد الفوز على الغرافة في المباراة النهائية بركلات الترجيح بنتيجة (4 – 1) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي (2-2)، وبعده تمكن الدحيل (لخويا) من تتويج نفسه كثامن الأندية حصدا للقب بالفوز بنسخة عام 2016 على حساب السد بركلات الترجيح (4 – 2) بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (2-2)، ومن ثم حصد اللقب بعدها في ثلاث مناسبات أعوام 2018 و2019 و2022.
ورغم أن نادي قطر (الاستقلال سابقا) هو ثاني الأندية حصدا للقب كأس الأمير عام 1974 بعد فوزه في المباراة النهائية على حساب السد (2- 1)، إلا أنه منذ أن حقق لقبه الثاني عام 1976 على حساب العربي (4- 3) وطوال 46 عاما أخفق في حصد اللقب مجددا، حيث خسر النهائي في أربع مناسبات أعوام 1981 أمام الأهلي (1- 2)، و1989 أمام العربي (صفر- 2)، و2001 أمام السد (1- 2) ، و2004 أمام الريان (2- 3).
ويعتبر فريق السد أحد أبرز المرشحين لحصد اللقب هذا الموسم، أكثر الأندية فوزا بكأس البطولة برصيد 18 لقبا أولها عام 1975 على حساب الأهلي بنتيجة (4- 3)، وآخرها عام 2021 على حساب الريان بركلات الترجيح (5- 4) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي (1-1).
في المقابل يعد العربي الذي يقدم مستويات جيدة هذا الموسم، ثاني أكثر الأندية تتويجا برصيد ثمانية ألقاب، فيما يأتي بعد ذلك الغرافة برصيد سبعة ألقاب والريان برصيد ستة ألقاب، والأهلي والدحيل ولكل منهما أربعة ألقاب، وقطر بلقبين، وأخيرا أم صلال بلقب واحد.
ويعد فريق الغرافة هو النادي الوحيد الذي حصد لقب البطولة أربع مرات متتالية بين عامي 1995 و1998، يليه العربي بثلاثة ألقاب متتالية بين عامي 1978 و1980، فيما حقق السد اللقب مرتين متتاليتين أكثر من مرة أولها عامي 1985 و1986 ثم عامي 2000 و2001 وأخيرا عامي 2014 و2015، وهو نفس الإنجاز الذي حققه الريان عامي 2010 و2011 ، 2020 و2021.
في المقابل، كان فريق الريان أكثر الفرق خسارة للمباراة النهائية في 12 مناسبة من 18 مباراة نهائية، وفي المقابل 9 مرات للسد من أصل 27 مباراة نهائية، و6 مرات للوكرة من أصل 6 مباريات نهائية أخفق في جميعها بحصد اللقب، فيما خسر الأهلي والغرافة المباراة النهائية في 5 مناسبات، والعربي وقطر في 4 مناسبات.
ومن أصل 50 مباراة نهائية في بطولة كأس الأمير، استضاف استاد خليفة النهائي في 26 مناسبة، منها 9 سنوات متتالية، وكانت المرة الأولى في عام 1977، وجمعت السد والريان وانتهت لصالح الأول (1- صفر)، والأخيرة العام الماضي 2022، وجمعت الدحيل والغرافة وانتهت بفوز كبير للأول (5- 1).
ويسجل التاريخ قاسم فلاح مهاجم الأهلي كأول لاعب يسجل هاتريك في نهائي كأس الأمير في نهائي عام 1975، حيث سجل ثلاثة أهداف في مرمى السد، وذلك على الرغم من خسارة فريقه للقب وللمباراة بنتيجة (3- 4 ).
ونال علي العبسي شرف تسجيل اسمه في سجل التاريخ لبطولة كأس الأمير كأول حكم يدير المباراة النهائية وذلك خلال النسخة الأولى من البطولة، والتي جمعت فريقي الأهلي والريان، فيما شهد عام 1975 أول مباراة نهائية للبطولة وخلال نسختها الثالثة، تنقل على شاشة التلفاز بالألوان للمرة الأولى، والتي جمعت بين فريقي السد والاهلي وأقيمت على استاد الدوحة، فيما كانت أول مباراة نهائية للبطولة تقام بنظام الذهاب والإياب ولموسم واحد فقط عام 1992، وجمعت وقتها الأهلي مع الريان.
وتعد أكبر نتيجة مسجلة في تاريخ بطولة كأس الأمير كانت عام 1982 في النسخة العاشرة، عندما تغلب السد على الشمال بنتيجة (16- 2).
ولم يحصد نادي الوكرة لقب البطولة رغم وصوله للمباراة النهائية في ست مناسبات أعوام 1978 و 1979 و1988 و1990 و1995 و2005، وكذلك صعد الخور (التعاون سابقا) إلى النهائي مرتين في موسمي 1989 و2007 دون تحقيق اللقب، بينما تأهل نادي أم صلال للنهائي مرتين وحقق اللقب في المرة الأولى عام 2008 على حساب الغرافة بركلات الترجيح (4- 2)، وخسر المرة الثانية أمام الريان بهدف مقابل لا شيء عام 2010.
وكالة الأنباء القطرية- قنا